Misrepresented – Reframing Syrian refugees in Lebanon – Script (ar)

لبنان بلد أشجارالأرز والجبال البيضاء بوتقة الحضارات في الطرف الشرقي من البحر الأبيض المتوسط حوالي 4.5 مليون لبناني يعيشون في البلاد التي تماثل في حجمها جزيرة جامايكا في البحر الكاريبي . أكثر من 80% من سكانها يتجمعون في المناطق الحضرية. لسنوات عديدة حظيت هذه الدولة الصغيرة بالاحترام الدولي لتنوعها الثقافي. لكنها أيضا كانت منطقة اضطرابات. إن التعددية الدينية في لبنان ،بصفة خاصة ، قد أدت الي نزاعات قاسية في تاريخه. حين بدأت الأزمة السورية في 2011 ، كان لها تأثير هائل علي لبنان. يقدر أن ما بين 1 الي 1.5 مليون سوري قد فروا الي الدولة المجاورة .

 

آسر خطاب

حسنا ، إن لبنان ما زال يكافح الكثير من التحديات منذ عقود. منذ نهاية الحرب الأهلية كان هناك الكثير من المشكلات التي تتعلق بالطائفية ، وتتعلق بالعنصرية والطبقية بالإضافة الي أزمات الكهرباء ، وأزمات المياه ، وأزمات القمامة. كل هذه الأشياء كانت موجودة من قبل الحرب السورية بمدة طويلة. ما حدث أنه عندما وصل اللاجئون السوريون هنا وجدت الحكومة اللبنانية كبش الفداء . فلديهم الآن أحد يلقون علي عاتقه مسؤلية كل ما يحدث في هذه البلاد. برغم أن الجهة الرئيسية الملامة هنا هي النظام في هذه الدولة. هؤلاء الزعماء التقليديون الذين يسيطرون علي أحزابهم وشعوبهم .

الاعلام اللبناني . متصل اتصالا واسع المدى بالسياسيين . في تحقيق وثيق عن طريق رصد ملكية وسائل الإعلام يتضح أن أحزابهم وعائلاتهم تمتلك معظم المنصات الإعلامية.

د. كلوديا قزمان : الإعلام اللبناني دائما ما يصدر قوالب أو صور للاجئين السوريين علي أنهم عنصر سلبي للمجتمع اللبناني . يأتي هذا أساسا من واحد من أهم السياسيين في الدولة ، وهو عضو في البرلمان وأيضا هو وزيرنا للشؤون الخارجية. هو شديد النقد للوجود السورى في لبنان . وهو أيضا شديد التطرف في وجهة نظره في كيفية أنهم يمثلون ضررا فيما يخص الاقتصاد

 

د. جاد مالكي

ن السياسيين يسيئون استخدام اللآجئين والتغطية الإعلامية للاجئين لصالح اهدافهم السياسية. إن الحركة الوطنية اللبنانية الحرة ومنصات الإعلام التي تدعم حركة المستقبل تميل الي تصوير اللاجئين السوريين بشكل يوحي أنهم جاءوا ليستولوا علي وظائف الشعب اللبناني . الإعلام ، الذي يميل الي الاصطفاف مع حزب الله ، علي سبيل المثال ، أو أي مجموعة سياسية ، يميلون الي التعاطف بشكل أكبر مع اللاجئين يظهرونهم في الواقع علي أنهم ضعفاء وقليلي الحيلة في انتظار العودة الي وطنهم.

إن اللاجئين السوريين يتم استخدامهم بشكل كبيركأداة في الإعلام اللبناني والأحزاب السياسية . ذلك أن القرارات والصور المصدرة عنهم تقوم بتوسيع الفجوة بين اللاجئين والمجتمع اللبناني .

 

آسر خطاب

حتي لو تقدمت للحصول علي تصريح إقامة فلا يسمح للسوريين بالعمل الا في ثلاثة مجالات -عمال زراعة و نظافة وعمال بناء . لذلك أني حتي لو حصلت علي تصريح الإقامة فلن يسمح لي بالعمل كصحفي أو طبيب أو مهندس لأن هذه الوظائف محجوزة للبنانيين أو لأجانب من نوع آخر.

 

د. كلوديا قزمان

في لبنان وكشخص لبناني ، وكشخص يسمع كل هذا ، دائما ما نميل الي النظر الي اللاجئين السوريين وتجميع وإظهار اللاجئين السوريين في صورة أولئك الناس الأشرار الذين يفعلون كل تلك الأشياء السيئة في البلاد. لاحظت ذلك شخصيا حينما أرتاد الكافيهات في أنحاء بيروت . أجلس في مكان ما وأسمع كثيرا من اللهجة السورية. ثم أنظر حولي فأجد مجموعة من طلبة الجامعة يقومون بأداء عملهم الجامعي. أفكر ” أوه ، هؤلاء يشبهون كثيرا من الناس”. لكن عندما ننظر الي أناس آخرين ربما هم في الحقيقة متسولون لبنانيون في الشوارع انما معظم الحوارهو أن هؤلاء هم اللاجئون السوريون. وهكذا هناك دائما تلك النظرة السلبية.

 

آسر خطاب

ثم بعد ذلك يتحدثون إليك ويقولون ” أوه ، كأنك لبناني بالضبط ” هم يقصدونها كمجاملة ، بالطبع ، لكنها أيضا مشكلة كبيرة. هذا يعني أن تقديرهم أن السورى مجرد لاجئ لم تتح له فرصة للتعليم ، أو فرصة لعمل لائق .

 

د. كلوديا قزمان

حتي وإن كنت تستخدم صورة اللاجئ السورى بشكل طيب فإنك ما زلت تستخدم ذلك الشخص وتحكي للناس أن اللاجئين السوريين في لبنان يتساوون مع شخص فقير يتسول في الشوارع – وهذه هي المشكلة.

 

إن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي قد خلق مجالا عاما يستخدم بشكل واسع كمصدر للمعلومات في مواجهة نشر الأنباء المعدة مسبقا والمرتبة بواسطة السياسيين ومنصات الإعلام المنحازة .

 

د. كلوديا قزمان

في الإمكان أن يتم السماع الي رأيك لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن تحصل علي نتيجة. لكن ، بالنسبة لي علي الأقل ، فإن وسائل التواصل الاجتماعي شيء ايجابي ، لأنه يمنحنا أداة ومنصة للحديث. في الماضي ، لم يكن لدينا هذا .

 

صبحية نجار

لقد أنشأنا هاشتاج “ضد خطاب الكراهية ” أثناء المظاهرات. أنا واحدة ممن نظموا هذا. نحن مجموعة من الناس الذين – كمثال بالاشتراك مع معهد عصام فارس بالجامعة الأمريكية في بيروت – نعمل علي كثير من الحكايات لمجرد تهدئة الوضع ونقول للناس أن اللاجئين هم ضحايا لهذه الحرب. لذا ، فإنهم ليسوا سعداء بالعيش في خيمة ، والتواجد في منطقة فقيرة وليست آمنة. هذا هو رأيي الآن. لكننا حقيقة ليس لدينا مسيرات تعبرعن السلام مع اللاجئين .

 

آسر خطاب

اذا ما تفحصت بصفة عامة ، فإن الأنباء المعارضة للاجئين السوريين ، علي ما أظن ، تنتشر بأسرع كثيرا مما تنتشر الأخبار المتعاطفة معهم ، حتي علي وسائل التواصل الاجتماعي. غالبية السوريين الذين أتحدث معهم يقدرون ما فعله لبنان معهم علي مدار الثمانية أعوام الماضية. كثيرون يقولون “هذا ليس مكاننا. هذا ليس بلدنا. نحن هنا ضيوف. وليس مسموحا لنا مثلا أن نقوم بمسيرات أو أن ننظم إضرابات. كانت هناك بعض المحاولات، أغلبها تم تنظيمها من قبل أناس غير معروفين وكثير من اللاجئين السوريين يرفضون هذه الحملات في الواقع ويقولون “هذه الحملات لا تمثلنا نحن سنبقي هنا ونعني بأمورنا بدلا من أن نسبب المتاعب لهذا البلد “.

في حالة اللاجئين السوريين تظل حركات التواصل الاجتماعي قليلة العدد. لكن يبدو أن الصحفيين ليس في استطاعتهم اعطاء معلومات موضوعية تستند علي حقائق ، لذلك فإن الاحتياج شديد لمثل هذه المبادرات . مما يبعث علي الرضا ، أن بعض الإنتاج الإعلامي يحاول اعادة رسم صورة اللاجئين السوريين : علي سبيل المثال، الفيلم القصير المستقل المعروف “مرام”.

 

سامر بيهوم

لقد أنتجنا فيلما تسجيليا بعنوان “مرام” وهو يحكي عن فتاة سورية صغيرة لاجئة تبيع الزهور في الشوارع. لقد صنعنا هذا الفيلم التسجيلي بهدف إضفاء الطابع الإنساني علي هذه الفتاة بدلا من امتهانها أو استدرار العطف عليها ، وهوما تفعله معظم الفيديوهات المصنوعة في هذا الاتجاه . إن هدفنا هو محاولة فهم من هي هذه الشخصية ، ما هي طموحاتها في الحياة ، ما هي أحلامها ؟ كما تعلم. كيف هي كإنسان ؟ لقد سافر هذا الفيلم حول العالم وتم عرضه في حوالي ثلاثين مهرجانا حتي الآن.

 

فاز هذا الفيلم القصير بجوائز دولية عديدة والأهم – أنه ساعد في تغيير الوضع القلق للفتاة السورية . يظل اللاجئون السوريون أغراب ، في لبنان ، غير قادرين علي التمتع بالحقوق العادية والكاملة للمواطن في البلد المضيفة. في معظم الأحوال لديهم فرص محدودة للتطور الاجتماعي والاقتصادي. وفي هذه الأثناء فإن النزاع القائم في سوريا لا يترك سوي قليل من الأمل لهؤلاء الذين يرجون العودة الي ديارهم قريبا .

© 2023 AREACORE · Powered by Wordpress · Designed with the Elementor Pagebuilder

Consent Management Platform by Real Cookie Banner