Germany – Society & Areas of Conflict – Script (ar)


المجتمع ومساحات الصراع

بالنسبة لزوار ألمانيا، تبدو الدولة مسالمة، آمنة ومنظمة.

في الحقيقة، نسبة الإجرام في ألمانيا منخفضة نسبيا،
ولم تحدث فيها أحداث عنف داخلية منذ الحرب العالمية الثانية.

تتمتع الأقليات الأصلانية في ألمانيا مثل
الصرب في الشرق والدانمركيين في الشمال
بحقوق حماية الثقافة والمشاركة السياسية.
ولكن لا زالت هناك نقاط خلاف في المجتمع الألماني:

لا زال هناك انقسام بين الشرق والغرب،
رغم مرور ٢٠ عاما بعد توحيد ألمانيا

خلال إعادة التوحيد، حصلت تحولات كبيرة
في جمهورية ألمانيا الإتحادية
خلال فترة زمنية قصيرة
لكن لا زال هناك حتى يومنا هذا تداعيات لهذه التغييرات.

ومن الفروقات الواضحة مثلا،
الفجوة بين الدخل في الغرب والشرق سابقا،
ولكن هناك أيضا فروقات ثقافية.

مثلا، إحدى الفروقات في استهلاك الإعلام،
يشاهد الألمان الشرقيون التلفزيون أكثر،
يفضلون القنوات الخاصة على العامة
ويقرأون بصورة أقل الصحف المنشورة على مستوى الدولة.

يمكن تفسير ذلك بأن هناك اهتمام أكثر بالترفيه
وقلة ثقة بالمؤسسات السياسية،
وذلك مقارنة بغرب ألمانيا.

إلى جانب هذا، هناك جدل دائم
حول كيفية التعاطي مع الماضي الاشتراكي
وموروثه في المشهد الإعلامي الألماني.
وهناك ما يسمى ب “التحول الديمغرافي”،
ومن غير الواضح ما هي آثاره على المدى البعيد.

معدل الولادة في ألمانيا منخفض،
وبالتالي توجه المجتمع الألماني نحو الشيخوخة بات أمرا حتميا.

وهذا يضع تحديات كبيرة أمام النظام الاجتماعي والاقتصادي،
وكذلك لديه تأثيرا على الإعلام.

لا زالت وسائل الإعلام التقليدية،
مثل التلفزيون الراديو والصحافة المطبوعة هي المهيمنة

كما وأن المحتوى الإعلامي بشكل عام،
يتلائم مع اهتمامات كبار السن.
ومن القضايا التي تمثل صراعا،
هي كيفية تمثيل الأقليات والمهاجرين في الإعلام الألماني.

الأقلية المهاجرة الكبرى في ألمانيا
هي الجالية التركية والألمان من أصل تركي.

لقد تم خلال الستينات من القرن العشرين
استقدام عشرات آلاف الأتراك
للعمل في غرب ألمانيا ك “عمال ضيوف”.

وبدأ مع قدومهم جدلا واسعا وكثيرا ما يكون فوقيا،
حول مشاكل الاندماج .

وعادة ما يربط الساسة والإعلام الألماني المشاكل القائمة بالإسلام.

وخاصة على ضوء التطورات الأخيرة
وظهور تنظيم الدولة الإسلامية، وحركة الهجرة المتنامية،
إزدادت صورة المسلمين سوءا
ويتم النظر إلى العرب والأتراك على أنهم تهديد.

رهاب الإسلام (الاسلاموفوبيا) يزداد مرة أخرى
ويتمثل في الحركات الشعبية مثل “بيغيدا”
وكذلك ممارسات إرهابية من قبل اليمين المتطرف،
كما هو الحال في ما يسمى الحركة الوطنية الاشتراكية السرية.

ولكن هناك أيضا جدلا حول ذلك في الإعلام:
رنا غوروغلو
Mediendienst Integration

للأسف غالبية التمثيل هو سلبي

ولكن هذا لا يقتصر فقط على التغطية المتعلقة بالمسلمين والإسلام،
وإنما أيضا في مواضيع أخرى،
وذلك لأن العناوين السلبية تبيع أكثر

وللاسف هذا ينطبق على مواضيع تتعلق بالمسلمين والإسلام

ولكن أنا أؤمن أيضا بأن الصحفيين
يميلون لانتاج الأفكار المسبقة

هناك صورة سلبية مهيمنة
في المجتمع للمسلمين والإسلام،
وهي جزئيا نتيجة التغطية السلبية في الإعلام،
واعتقد أنه من الصعب الخروج من هذه الدائرة

فقد حصل هذا التحول في صورتهم منذ ٩/١١

ويمكن القول بأن المسلمين هم “الأجانب” الجدد.
وحينها كان هناك العديد من التقارير
التي تربط بين “الآخرين” ومشاكل الاندماج،
التخلف، المستوى التعليمي السيئ

وفي السنوات الأخيرة يتم تطبيق هذه الصورة
مرة تلو الأخرى على المسلمين

وعادة ما تكون التقارير السلبية عن “الآخرين”

والمسلمون هم عادة “الاخرون” الذي نتحدث عنهم.