معلومات عامة حول النظام الإعلامي
التلفزيون هو الوسيلة الأكثر مشاهدة في ألمانيا
ومن هنا أهميته.
لا يوفر التلفزيون فقط مضامين ترفيهية،
حيث يشاهده غالبية الألمان
للحصول على التثقيف السياسي والمعلومات.
من مميزات النظام الإعلامي الألماني أنه مزدوج،
أي يجمع بين خدمة البث العام وبين محطات البث الخاص.
حتى العام ١٩٨٤، البث الخاص لم يكن مسموحا.
ولهذا كانت مهمة البث العام توفير برنامج متكامل،
يشمل الترفيه، المعلومات والتثقيف.
كان مطلوبا من المحطات توفير رزمة معلومات أساسية
وكذلك عرض وجهات نظر مختلفة.
بروفسور يان تونماخر
محاضر في دراسات الإعلام في جامعة برلين الحرة.
مبادئ البث العام الألماني
أول المبادئ الأساسية التي وضعها الآباء المؤسسون
لنظام البث العام في ألمانيا
هو منح الحرية بعيدا عن تأثير الحكومة.
الثاني، والذي يعتمد على نفس التجربة، هو اللا مركزية وتوزيع السلطات، وهذا أمر طبيعي كأساس للديمقراطية.
في كلا النظامين الشموليين، كانت هناك سيطرة مركزية على الراديو والتلفزيون من قبل الحكومة والأحزاب.
وكان الحل بالنسبة لجمهورية ألمانيا الاتحادية الحديثة،
منح السيادة الثقافية للمقاطعات، وليس لألمانيا ككل.
لقد وجدوا بأن هذا حل أفضل
ومسؤول تجاه وسائل الإعلام
تمويل هيئات البث العام للفدرالية
ثالثا، يجب أن يكون هناك تمويل حكومي للبث العام
لكن يجب أن لا يتم تحصيل هذه الأموال عن طريق ضرائب حكومية
كل بيت ملزم بدفع رسوم شهرية لتمويل البث العام
وهذا يمنح الاستقلالية أيضا
والمبدأ الرابع: التزام البث العام بتوفير برامج متنوعة
بمعنى آخر، خدمة جميع حاجات المجتمع بأفضل الطرق
ما هي ايجابيات وسلبيات نظام البث العام الألماني؟
هناك استقلالية للبث العام
استقلالية من الحكومة ومن القوى الاقتصادية
تقديم برامج ذات جودة أفضل للمعلومات
تفضيل الصحافة الاستقصائية،
التأثير على الرأي العام من خلال المعرفة والترفيه
ممارسة دور الرقابة على السلطات الاقتصادية والسياسية في ألمانيا.
ولكن هناك أيضا سلبيات كبيرة:
الضعف البنيوي في مجالس البث العام،
وهي الهيئات الإدارية التي تحدد أنظمة العمل.
تشمل هذه الهيئات ممثلين
من أطر اجتماعية ومجتمعية،
وكذلك أحزاب سياسية، والذين لهم ثقل كبير.
وبالتالي، هناك حماية من تأثير الحكومة
ولكن ليس من الأحزاب السياسية.
لدى ممثلو هذه الأحزاب هيمنة
في العديد من الهيئات الإدارية لمحطات البث.
ثانيا، تسعى الشركات الكبيرةARD و ZDF
جزئيا وراء نسب المشاهدة،
بهدف منافسة المحطات الخاصة.
والنتيجة تكون احيانا بتقليد برامج هذه المحطات،
على الأقل في جزء منها،
خاصة تلك التي تبث في وقت الذروة.
ولكن البحث عن برامج ترفيه جذابة،
ليس هو الحل لمنافسة المحطات التجارية الخاصة.
عليهم التركيز على ما يميزهم.
التلفزيون الخاص موجود في ألمانيا منذ العام ١٩٨٤
وتشكل المحطات الخاصة اليوم ٤٥٪ من القنوات.
هذا السوق يتوزع على شركتين فقط:
الأولى هي Bertelsmann
والثانية هي ProSiebenSat1 AG
منذ البداية، وجهت انتقادات كثيرة للمحطات الخاصة
بسبب قيامها بتقديم محتوى منخفض الجودة
وتركيزها على الحتوى الترفيهي.
وبشكل عام، نسبة البرامج الإخبارية والمعلوماتية
في هذه المحطات أقل بكثير من محطات البث العام،
وتركز هذه البرامج على فضائح
أكثر مما تركز على أخبار سياسية.
ولكنها ملزمة قانونيا بتقديم محتوى إخباري
إذا كانت تبث على مستوى قطري.
كما وأنه هناك تقارب متزايد
بين محتوى المحطات العامة والمحطات الخاصة.
الصحافة
تتميز ألمانيا بانتشار الصحف المناطقية.
مثلا، مواطني برلين يحبذون قراءة
الصحف التي تصدر في برلين،
ومواطني ميونيخ يحبذون قراءة تلك
التي تصدر في ميونخ وهكذا.
حتى الصحف القطرية، عادة ما تصدر ملاحق
خاصة بالمناطق المختلفة لكي تجذب القراء.
تصل الصحف اليومية المناطقية
إلى حوالي ٥٠٪ من المواطنين.
ولكن، ونتيجة لتنامي تركيز ملكية وسائل الإعلام،
تصدر في نصف مناطق الإدارة للولايات
صحيفة مناطقية واحدة فقط،
وهذا بحد ذاته إشكالي من ناحية التنوع.
أكثر الصحف اليومية انتشارا
هي الصحيفة الشعبية “بيلد”
وتمتلكها دار النشر “أكسل شبرينغر”.
وبفضل جمهورها الكبير، والذي يتعدى
ال ١٢ مليون قارئ، تعتبر “بيلد” لاعب سياسي.
وقد كان لها ضلع في اسقاط أو رفع سياسيين،
مثل ما حصل مع الرئيس كريستيان وولف.
وكما الحال مع الصحف الصفراء، عادة يتم انتقاد بيلد بسبب إهمالها للأخلاق الصحفية.
سياسيا، تحسب “بيلد” على التيار المحافظ
وتطلب من صحفييها أن يلتزموا بالتعاطف مع إسرائيل،
ودعم التحالف مع الولايات المتحدة،
والدفاع عن اقتصاد السوق الاجتماعي
الصحف القطرية والتي تقدم محتوى ذات جدوى،
ليست واسعة الانتشار،
لكنها أيضا تعتبر مؤثرة سياسيا وقائدة رأي.
العديد من الصحف مختلفة من حيث ميولها السياسية.
أهمها، صحيفة تصدر في ميونيخ
تدعى “سود دويتشه”، تعتبر ليبرالية،
وصحيفة تصدر في فرانكفورت
تدعى “الجماينة فرانكفورتر” والتي تعتبر محافظة.
توزع كل منهما حوالي ٤٠٠ الف نسخة يوميا.
أما صحيفة “تاز” والتي تصدر في برلين،
تعتبر يسارية، وتمتلكها تعاونية،
وهذا أمر فريد في مشهد الإعلام الألماني.
وهناك كذلك صحيفة “هاندلسبلات”
تصدر في دوزلدورف،
وتعتبر الصحيفة الأكبر من حيث التركيز على الاقتصاد.
كما وتعتبر المجلات السياسية مثل
“دير شبيغل”، “دير زايت” و “دير شتيرن”
صحف مؤثرة في الفضاء العام الألماني.
وهي الصحف التي شكّلت جبهة هامبورغ الليبرالية
ما بعد الحرب في ألمانيا.
وفي أوقات تراجع انتشار الصحف،
تصبح المجلات الأسبوعية أكثر شعبية
لأنها توفر مقالات تحليلية
والتي نادرا ما نجدها في الصحافة الإلكترونية.
الصحافة الالكترونية
الصحافة الالكترونية لا زالت متخلفة
عن الصحافة التقليدية من حيث مصادر المعلومات،
لكنها تحظى باهتمام متزايد.
في العام ٢٠١٣، ٦٠٪ من الألمان استخدموا الانترنت للحصول على معلومات سياسية.
أكثر المواقع التي تمت زيارتها هي
bild.de و Focus Online
و Spiegel Online و Zeit Online
ومن الواضح أن هذه المواقع
هي النسخة الالكترونية للصحف التقليدية.
ورغم أنه عادة ما تكون طواقم تحرير منفصلة،
تبقى المواقع الالكترونية للصحف
معتمدة بشكل كبير على الصحف المطبوعة
من حيث المضمون والتمويل.
لكن هناك بالمقابل أمثلة ناجحة لمواقع
تنتج بالأساس مضامين الكترونية
مثل Huffington Post و VICE
وقد أعادت مؤخرا أكسل شبرينغر
تنظيم صحيفتها Die Welt بحيث أصبحت
تنتج محتوى الكتروني يتم بيعه للقراء،
ليصبح إصدار النسخة المطبوعة أمرا ثانويا.
ومن الواضح أنه مع التظور الديجيتالي،
والنماذج المختلفة للتمويل،
ستستبدل النماذج الالكترونية الصحافة المطبوعة
لتصبح هي مصدر الأخبار الرئيسي.