Germany – Media System & Public Broadcasting – Script (ar)


يعتبر اقتصاد ألمانيا رابع أكبر اقتصاد في العالم،
حيث يصل معدل إجمالي الناتج المحلي للفرد
أكثر من ٤٥٠٠٠ دولار في السنة.

ومع قدرة شرائية كبيرة كهذه، من الطبيعي أن يكون
غالبية دخل وسائل الإعلام الخاصة من الإعلانات.
ويعتبر دخل القنوات والصحف من الإعلانات الأكبر.

تعتمد القنوات الخاصة بشكل شبه كامل على الإعلانات،
وبالتالي تهتم بنسب المشاهدة أكثر من أي شيء آخر.

وهذا يخلق جدلا دائما حول الجودة والأخلاق في برامج التلفزيون في القنوات الخاصة.
أما دخل الصحف من الإعلانات
فيشكل ٤٠٪ من مجمل مدخولها
بينما يتم الحصول على ٦٠٪ من الاشتراكات وبيع النسخ.

رغم أن اعتماد الصحف على الإعلانات هو قليل نسبيا
مقارنة بالقنوات الخاصة، لكن نظرا لأن وظيفة
الصحافة المعيارية هي نشر المعلومات للمواطن،
تبقى هذه العلاقة إشكالية

وبما أن الارباح تزيد كلما ارتفع التوزيع،
بينما تبقى تكاليف الانتاج كما هي،
يتجه النظام المالي المعتمد على الإعلانات
نحو تركيز ملكية وسائل الإعلام والاحتكار.
وهناك أيضا مشكلة تأثير مشتري الإعلانات
على مضمون الصحيفة

في ظل هذه الضغوطات المادية،
يطمس العديد من الصحفيين الحدود بين الإعلانات والمقالات،
أو يقومون بنشر مقال معين،
فقط لملائمته مع إعلان، وإرضاء الزبون.

يتجنب البث العام هذه المشاكل،
من خلال تغطية ميزانيته من الضرائب
التي يدفعها كل مواطن ألماني.

يدفع كل مواطن حوالي ١٨ يورو شهريا،
ومن هذه المبالغ يتم تمويل محطات البث العام
مثل ARD, Deutschlandradio, Arte

تختلف قيمة الضريبة من ولاية فدرالية إلى أخرى،
بحيث تقررها لجنة يتم تعيينها من قبل رؤساء الحكومات.
وعادة ما يكون هذا المبلغ عرضة للجدل الدائم
والمداولات القضائية.

تشكل هذه الضرائب غالبية الميزانية
التي تصل إلى٩.١ مليارد يورو،
والتي تعتبر أعلى ميزانية لوسائل إعلام
غير تجارية على مستوى العالم.
وهي تضمن الأمان الاقتصادي لخدمة البث العام.

يسمح لمحطات البث العام، أن تبث إعلانات تجارية
فقط في مناسبات خاصة مثل ألعاب كرة القدم،
أو في أوقات معينة خلال اليوم.

توزيع المنتجات الإعلامية المطبوعة أخذ في الهبوط،
ما يؤدي إيضا إلى انخفاض العائدات من الإعلانات

ولهذا يرى البعض أن المستقبل هو لنماذج تمويل مختلفة

واليوم يتم طرح سؤال آخر:
كيف يمكن تمويل الإعلام الالكتروني؟

المواقع الالكترونية التابعة للصحف، متاحة مجانا للقرّاء،
وهي أيضا، كما المطبوعة، لا تحقق عائدات كبيرة من الإعلانات.

وهذا لأن الإعلانات على الانترنت أرخص بكثير،
لكن الجهد التحريري هو نفس الجهد.

ومع إنشاء الناشرون للمواقع الالكترونية،
خلق هؤلاء متنافسين مع صحفهم المطبوعة ذاتها.
بروفسور كلاوس بك
محاضر في إقتصاد الإعلام في جامعة برلين الحرة

الإعلام الالكتروني يزداد شعبية، لماذا يصعب تمويله؟

أولا، يجب القول أنه ربما يعود نجاحهم
إلى الحرية التي يتمتعون بها.

ولهذا الناس لا تريد الدفع لهم

ويشكل هذا مشكلة كبيرة أمام تمويل الصحافة المهنية

لقد كانت الطريقة الأمثل
لتمويل الصحافة المهنية هي الإعلانات.

لكن الإعلانات لا تعمل جيدا في الفضاء الالكتروني
وذلك لأنها رخيصة جدا
لأن الجميع يعلم بأن تأثيرها محدود.

هذا صحيح أيضا للتلفزيون والإذاعة والصحف.

لكن الآن يمكننا قياس التأثير
ونحن نعرف أنها لا تعمل بشكل جيد

ولهذا فإن الأسعار منخفضة جدا، وبالتالي من الصعب
الحصول على مبالغ كافية مقابل الإعلانات.

ماذا عن طرق تمويل أخرى مثل تجنيد الأموال من الجمهور؟

اعتقد أن المواقع الخاصة بتجنيد الأموال من الجمهور
تواجه مشكلة، لأنها تعتمد كثيرا
على نجاح خبر أو مقال أو مساهمة

إذًا لكي يجندوا أموالا أكثر
عليهم إختيار مضامين تبيع جيدا

وهذه مشكلة من الناحية الصحفية
لأن هناك عامل تسويقي يؤثر على المحتوى.

حيث يجب أن أكتب باسلوب جيد لبيع المقال.
ربما يكون المقال مستقلا لكن هذا ليس واضح دائما.

إذًا أنت تعتمد بشكل كبير على الدفع
تدفع أكسل شبرنغر على وجه الخصوص باتجاه
نموذج الدفع مقابل المضمون. هل سينجح؟

غالبا نعم

لأنه حتى لو لم يكن الإعلان هو الطريقة الأفضل
لتمويل الصحافة ذات الجودة، على المستخدمين ادراك
أن عليهم الدفع مقابل الحصول على مضامين صحفية
كما كانوا يفعلون قبل مئات السنين
منذ تأسيس الصحافة المطبوعة.

والدفع مقابل المضمون سيكون غالبا
النموذج الأمثل في المستقبل.