الصحافة وكيف تصبح صحفيا
مهنة الصحافة هي مهنة غير محمية في ألمانيا
وتعتبر مفتوحة للجميع.
ببساطة، يمكن لكل من يرغب أن يطلق على نفسه صحفي.
هناك بعض الهيئات مثل “إتحاد الصحفيين الألمان”
والتي تقوم بإصدار بطاقات صحفية
لمن يقدم إثبات بالعمل مع وسائل إعلام.
لكن، عدا عن أن هذه البطاقة تسهّل الدخول لمؤتمرات صحفية،
لا تمنح صاحبها أي مكانة قانونية خاصة.
ووفق دراسة أجريت مؤخرا اعتمدت على معطيات إحصائية،
لتوصيف الصحفي النموذجي في ألمانيا:
الصحفي النموذجي الألماني يبلغ من العمر ٤١ عاما،
وينتمي إلى الطبقة الوسطى، حاصل على شهادة جامعية،
يعمل في الصحافة، ويعيش في علاقة ملتزمة،
ويجني ٢٣٠٠ يورو شهريا.
وفي الواقع، الرجال هم من يهيمنون على مهنة الصحافة.
ورغم أنه بين صفوف الصحفيين الصغار، نسبة النساء أكبر،
لكن تزداد نسبة الرجال كلما ارتفع الجيل.
غالبية الوظائف العليا يشغلها رجال،
وتحصل النساء على أجر أقل بكثير من أجر الرجال.
تعود أسباب ذلك إلى العقبات غير المرئية
أمام تمثيل النساء في الوظائف العليا،
ولكن أيضا تحصل النساء على مقابل مادي أقل،
مقارنة بما يتلقاه الرجل مقابل نفس الوظيفة.
هناك ازدياد في متوسط عمر الصحفي الألماني،
معظمهم ما بين ٣٦ و ٤٥
عاما، بينما ثلثهم فقط تقل أعمارهم عن ٣٦.
ويبدو أن الأزمة في الإعلام تبعد الكثيرين عن امتهان الصحافة.
أما الذين ينضمون إلى عالم الصحافة،
نجد بينهم فروقات في خلفيتهم التعليمية.
هناك قلة قليلة من الصحفيين الألمان
الذين درسوا الصحافة في الجامعة.
ولكن غالبيتهم حاصلون على شهادة جامعية، وقد أدّوا فترة تدريبية
رودلف بورش
نائب مدير أكاديمية أكسل شبرنغر
ما هي مميزات مدرسة صحافة مثل أكاديمية أكسل شبرنغر؟
نحن نحمل توجه السوق الشامل
وليس التوجه الأكاديمي
إذا كنت معنيا بالتوجه الأكاديمي عليك الذهاب إلى الجامعة
أما إذا كنت معنيا بالصحافة العملية،
فهذا يعني السوق الشامل، وهو التوجه المتعلق بالجماهير،
نحن نوفر تعليم متعدد المجالات الإعلامية والصحفية.
نتحدث عن صحافة متعددة المجالات الإعلامية
والتي أثبتت نفسها
هذا يعني أننا لا نعمل وفق “الفن من أجل الفن”،
أي فقط من أجل التدريب المهني
بل من أجل السوق
ونحن نثبت أثر الجودة التي نقدمها على الانترنت وعلى السوق
هناك عدد هائل من مدارس الصحافة الخاصة،
أشهرها كلية هنري نانن في هامبورغ،
وكلية الصحافة الألمانية في ميونخ،
وآكاديمية أكسل شبرنغر في برلين.
غالبية الصحفيين الألمان يعملون في الصحف المطبوعة.
ثلثهم يعمل في محطات التلفزيون والراديو.
ربعهم يكتب لمجلات. ويتوزع الباقي
على الإعلام الالكتروني، وكالات الأنباء وصحف الإعلانات.
لقد ازداد عبء العمل على الصحفيين في الأعوام الأخيرة.
تتطلب الضغوطات الإقتصادية والتطورات التكنولوجية
مجموعة واسعة من المهارات
والمزيد من الوقت لتنفيذ مهام إضافية.
وهناك أيضا ظاهرة أخرى، وهي الميل لتشغيل عدد أكبر
من الصحفيين المستقلين (فري لانس)،
على حساب موظفين ثابتين.
رودلف بورش
نائب مدير أكاديمية أكسل شبرنغر
ما هي المهارات المطلوبة للصحافة الحديثة؟
للوهلة الأولى تبدو الإجابة سهلة جدا
المهارات التي تحتاجها هي تقنيات الفيديو،
الملفات الصوتية واستخدام الانترنت
لكن بصراحة، الإجابة ليست بهذه السهولة
أنت فعلا بحاجة إلى هذه المهارات
ويمكن تعلمها خلال بضعة أسابيع
هذا سهل
ولكن بعدها أنت بحاجة لفهم جمهورك
ما الفرق؟
الفرق ليس بين فيديو وآخر
وإنما الفرق بين فيديو يشاهد على شاشة
وفيديو على شاشة في محطة أو على حاسوب
أو فيديو يشاهد من خلال شاشة الهاتف المحمول
وهنا الفرق الكبير
كلاهما شريط فيديو ولكن هناك فرق كبير جدا
أولا من حيث التقنيات المستخدمة
وثانيا من حيث توقعات جمهورك
أي أنه بالنسبة للسؤال عن المهارات
يجب أولا تعلم التقنيات، ثم دراسة جمهورك
يجب أن تستشف ماذا يريد جمهورك
وما هي الأمور التي يحتاجها
والأمر الثالث هو: كن صحفيًا، إبق صحفيًا،
لأن مهمة الصحفي الأساسية هي توفير المعلومات للناس
معلومات موثوقة، حديثة وآنية، هم بحاجة إليها
هذه الوظيفة لم تتغير
لا زالت هي ذاتها منذ مئات الأعوام
أو بكلمات أخرى، وكما قالت مرة جيرترود شتاين:
وردة هي وردة هي وردة
وأنا أقول: قصة هي قصة هي قصة
وهذا لم يتغير منذ شكسبير
لكن الذي تغير، هو كيف تخبر القصة
يدل مصطلح صحافة المواطن على ظاهرة نشر المحتوى
خارج إطار مؤسسات الصحافة المهنية.
وعادة ما ينظر إلى ذلك كوسيلة لتجاوز
القيود السياسية في وسائل الإعلام.
وفي ألمانيا، أصبح مجال مراقبة وسائل الإعلام أكثر قوة.
العديد من الصحفيين والشخصيات العامة قامت
باستخدام المدونات لنشر ملاحظاتها
حول خطاب وسائل الإعلام المركزية
أو مناقشة مشكلات أخلاقية.
وربما تكون مدّونة BILD Blog من أبرز الأمثلة،
حيث تقوم بالكشف عن أخطاء في التغطية الإخبارية
لأهم الصحف والمواقع الألمانية.
ولكن عدا عن بعض هذه المدونات،
فإن مجال التدوين لم يتطور كثيرا في ألمانيا حتى الآن.