يتشكل المجتمع العراقي من مكونات مختلفة دينية وعرقية واجتماعية في نسيج كبير يجمع بينهم الوطن الواحد، فالعراقيون متساوون أمام القانون دون تمييزٍ بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الدين أو المذهب أو حتى المعتقد.
ويعد الدين الإسلامي وهو الدين الرسمي للدولة أكبر ديانة في العراق من حيث عدد معتنقيه، حيث يعتنقه حوالي 97% من السكان، ويشكل المذهبان السني والشيعي ركناً أساسياً في هذا الدين وفي المجتمع العراقي.
ويتواجد هذا الدين في محافظات العراق كافة ، وتأتي بعده المسيحية ثم الصابئية المندائية والايزيدية.
وتعد المسيحية ثاني ديانة من حيث الإتباع بعد الإسلام وهي ديانة معترف بها حسب الدستورالعراقي، الذي أقر أربعة عشر طائفة مسيحية في العراق مسموح التعبير بها ويتحدث غالبتهم اللغة العربية كلغة أم، في حين إن نسبة منهم يتحدثون اللغة السريانية بلهجاتها العديدة واللغة الأرمينية.
ويتواجد المسيحيون في محافظات العراق كافة بنسب متفاوته ولكن وجودهم يتركز في بغداد وفي شمال العراق في منطقة سهل نينوى قرب الموصل.
لكن القومية العربية تقريبا تشكل غالبية السكان بنسبة تتراوح مابين (75-80 %) من السكان أما الأكراد فنسبتهم حوالي 12 إلى 18 من نسبة السكان والقوميات الأخرى.
أدى هذا التجاور والاختلاط إلى نشوء فرق ومذاهب تمتزج فيها كل المؤثرات الدينية والعرقية، فهناك جماعة تضم في صفوفها خليط من عدة قوميات عربية وكردية وتركمانية، تقطن في الجانب الشرقي من الموصل تسمى الشبك أما على صعيد القوميات الرئيسة في العراق فهي العربية ثم الكردية ثم التركمانية.
في العراق وفي أخر إحصائية لوزارة التخطيط في عام 2014 كشفت إن عدد الذكورتزيد بنسبة بسيطة عن الاناث اذ يبلغ عدد الذكور (18,250.000) وهو أعلى من عدد الإناث الذي يبلغ (17,500,000).
لقاء أ.م.د. سرمد أحمد السلماني
المتابع للمشهد العراقي يقسم المشهد العراقي الى جزئين او قسمين، القسم الاول ما قبل عام2003 والقسم الثاني ما بعد 2003، مناطق النزاع ومناطق النفوذ اختلفت ما بين المشهدين وهذا الاختلاف بسبب التغيير السياسي والتغيير الديموغرافي والتغيير الجيوسياسي الذي طرأ على الساحة العراقية، هذا التغيير القى بضلاله على وسائل الإعلام، فاصبح الاعلام منفتحاَ اكثر، إعلام حر اكثر بتعدد وسائل الاعلام وبتعدد الاقنية الفضائية.
برز هذا التعدد وهذا التغيير بصورة اوسع وبصورة اكبر، لذلك نرى التغطية الإعلامية لمناطق النزاع والمناطق المتنازع عليها تختلف مابين وسيلة إعلامية واخرى، مابين قناة وقناة وهذا الاختلاف يعزى الى تمويل القناة، التوجه السياسي للقناة، سياسة القناة، الاستراتيجية التي تدار بها هذه القناة.
على سبيل الافتراض لو شاهدنا المشهد الإعلامي اليوم وما هي القضايا التي تطفو على السطح وتلقى بنفسها بشدة، فقضية الارهاب اليوم من اكثر القضايا التي تتناولها الاقنية الفضائية ووسائل الاعلام بكافة تفصيلاتها، الساحة العراقية اليوم احد الساحات التي يمارس بها الارهاب بشدة وبقوة، مناطق النزاع والمناطق الساخنة بدأت تكبر على الساحة العراقية، بدأت تتناول هذه القنوات قضية الارهاب ايضا بجزأين فلا نكاد نرى قناة تتناول هذه المسألة بحيادية او حتى بموضوعية.
فانقسمت هنا وسائل الإعلام والقنوات ايضا الى قسمين، قسم لايعطي الأهمية الكبرى والحقيقية لمسألة الارهاب وخطر داعش وللارهاب الذي بدأ يعصف بالبلاد وطبعا تعزى هذه الاسباب ايضا للسياسة والنهج الذي تنتهجه قناة.
ووسائل اعلام اخرى تضخم المسألة اكبر مما هي عليه تكاد تكون الاسباب سياسية او اسباب اخلاقية كاخلاقيات العمل الإعلامي.
نحن نبحث اليوم عن قنوات تتناول هذا الموضوع بحيادية وبموضوعية وبدقة، تبرزالاخطار الذي يسببها هذا التنظيم والفكر، نحن اليوم امام غزو فكري ليس فقط غزو عقائدي يكاد يعصف بافكار البلاد والأمة على حد سواء.