Palestine – Media History – Script (ar)


فلسطين من أقدم الدول العربية التي عرفت الطباعة عام ألف وثمانمئة وثلاثين، وكان ذلك مقدمة لظهور الصحافة، فكانت خامس دولة عربية تصدر الصحف.

يعود تاريخ نشأة الصحافة الفلسطينية إلى عام ألف وثمانمئة وستة وسبعين ١٨٧٦م، فقد صدرت أول صحيفة فلسطينية في العهد العثماني، وهي صحيفة القدس الشريف، وبعد إعلان الدستور العثماني عام ألف وتسعمئة وثمانية ١٩٠٨م بلغ عدد الصحف الفلسطينية الصادرة حتى مطلع الحرب العالمية الأولى ستا وثلاثين صحيفة ٣٦، وفي عام ألف وتسعمئة وستة وثلاثين ١٩٣٦م أنشئت دار الإذاعة الفلسطينية “هنا القدس”، وأول تجربة بث تلفزيوني في فلسطين كانت في غزة عام ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين ١٩٩٤م.

بدأ نشاط الصحافة الفلسطينية في وقت مبكر، تحديدا عام ١٨٧٦م في فترة الحكم التركي لفلسطين، في فترة الحكم التركي كانت هناك بدايات للصحافة الفلسطينية المكتوبة في اللغة العربية، استمر هذا الحال حتى بدايات الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٤م، هذا خلق حالة تحول في الوضع السياسي ونظام الحكم في فلسطين “الحكم التركي”، وبالتالي توقفت كل الصحف التي كانت صادرة تحت مظلة الحكم التركي،

في عام ١٩١٩م ومع الإنتداب البريطاني على فلسطين، عادت الصحافة الفلسطينية لنشاطها وحيويتها، استمرت حالة التطور والتفاعل في العمل الإعلامي في فترة الانتداب البريطاني ما بين ١٩١٩-١٩٤٨ حتى وصلت عدد الصحف ما بين صحف ثقافية وسياسية واجتماعية ومتخصصة إلى ٢٤١ صحيفة،

في هذه الفترة أيضا شهدت بدايات العمل الإذاعي الفلسطيني، كانت هناك إذاعة الشرق الأدنى للسلطات البريطانية في يافا- كانت قبل ذلك في جنين- ومقرها الرئيسي في بيروت وفي يافا، وانطلقت إذاعة هنا القدس من القدس بموافقة السلطات البريطانية وكانت هي القسم العربي للإذاعة البريطانية (بشكل أو باخر) ولكن ترأسها الشاعر الفلسطيني الكبير ابراهيم طوقان، واستطاع أن يجمع مجموعة كبيرة من المثقفين والسياسيين والفنانين الذين استطاعوا أن يجعلوا من هذه الإذاعة منبرا وطني وثقافي كبير،

استمر هذا الحال من التفاعل والتطور الصحفي حتى عام ١٩٤٨ مع حلول النكبة وقيام دولة اسرائيل، كل الصحف التي صدرت ما بين ١٩١٩- ١٩٤٨ توقفت بالكامل، ٢٤١ صحيفة توقفت، إذاعة هنا القدس اغلقت وانتهى دورها، وبالتالي هي كانت نكبة أيضا على الصحافة الفلسطينية،

واقع سياسي جديد نشأ بعد عام ١٩٤٨، نشأت صحافة تريد أن تواجه الواقع الجديد الخاضع بالكامل للسلطات الاسرائيلية، وبالتالي نشأت صحافة حزبية، أبرزها- والتي ما زالت مستمرة حتى الان- صحافة الحزب الشيوعي في مناطق ١٩٨٨، في الضفة الغربية وقطاع غرة نشأ نموذج مشابه وهو النموذج الحزبي، بدأت الأحزاب والتجمعات السياسية بتعميم مواقفها السياسية ولعب دور التعبئة الثورية والوطنية من خلال صحف تابعة للحزب هذا أو ذاك، أو صحف أخذت الموافقة من السلطات الحاكمة في الضفة أو في قطاع غزة لإصدار صحف تتحدث عن السياسة وذلك، من ضمنها صحيفة القدس التي تعمل حتى الان،

في عام ١٩٦٧م  سلطات الاحتلال الاسرائيلي احتلت كل ما تبقى من فلسطين، وتوقفت الصحافة مجددا بتأثير من الواقع السياسي الجديد ومن سلطة الحكم الجديدة، عاودت صحيفة القدس نشاطها كنموذج فريد، وصدرت صحف اخرى في تلك الفترة، وأكثرها صحف سرية وحزبية، وفي فترة ما بعد الحكم ما بعد عام ١٩٦٧ برز نشاط الحصف الحزبية بشكل واضح جدا في فلسطين، الصحف الحزبية المنظمة التي تلعب دور التعبئة الجماهيرية وكانت تصدر بشكل سري إلى جانب صحف مثل صحيفة القدس،

استمر هذا الحال حتى توقيع اتفاقية أوسلو عام ١٩٩٣ ونشوء السلطة الوطنية الفلسطينية، ما بعد نشوء السلطة الفلسطينية حصل هناك تحول جذري في واقع الصحافة الفلسطينية، ظهرت صحف جديدة، صحف رسمية مثل الحياة الجديدة، وهناك صحف مستقلة مقربة أو تدور في فلك منظمة التحربر الفلسطينية مثل صحيفة الأيام، وأيضا صدرت هناك صحف اخرى تابعة لتيارات سياسية اسلامية، وهي تيارات كانت مستجدة في الحياة السياسية الفلسطينية بدأت في الظهور في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، ما بعد مرحلة السلطة استطاعت الحصول على التراخيص لإصدار صحافة ذات طابع اسلامي سياسي،

 وأيضا ظهرت التلفزيونات الخاصة التي تبث على ترددات أرضية في محيط المدن المتواجدة فيها، ما يقارب كل مدينة فلسطينية في الضفة الغربية كان لها تلفزيون على الأقل محلي خاص يبث شؤون المحافظة التي تعمل بها،

وتطور الحال حتى ظهرت الفضائيات الفلسطينية، هناك إلى جانب الفضائية الرسمية- التي هي تلفزيون فلسطين- ظهرت فضائيات مستقلة مثل فضائية معا، وفضائيات اجتماعية ومنوعات مثل فضائية الفلسطينية، وفضائيات أكثر تخصصا مثل فضائية النجاح التابعة لجامعة النجاح وفضائية القدس التعليمية، وأيضا هناك فضائيات حزبية مثل فلسطين اليوم التابعة للجهاد الإسلامي، والأقصى التابعة لحركة حماس، والقدس التي تدور أيضا في فلك حماس، وقناة العودة التي هي قناة حركة فتح،

خفت دور الصحافة المكتوبة كثيرا، وتحديدا الحزبية وظهر نشاط جديد للصحافة الفضائية، إن صح التعبير، الحزبية والمستقلة والمتنوعة والرسمية.