على الرغم من أن الاعلان العالمي لحقوق الإنسان يؤكد في مادتة التاسعة عشر على الحق في الرأي والتعبير وعدم المساس بهما، إلا أن الاحتلال الاسرائيلي لا يحترم قانونا أو دستور. فقد بلغت انتهاكات الاحتلال لحرية الصحافة لعام ٢٠١٥ أربعة الاف وسبع ٤٠٠٧ حالات في الضفة وقطاع غزة، كان معظمها اعتداءات جسدية وإصابات للصحفيين، وحتى الربع الأول لعام ٢٠١٦ بلغ عدد الاعتداءات بحق الصحفيين ٨٠ اعتداء، من ضمنها إغلاق مؤسستين إعلاميتين، ويقبع ١٧ صحفيا في سجون الاحتلال حاليا، ومنذ العام ١٩٧٢ استشهد ٨١ صحفيا على يد قوات الاحتلال.
حقيقة من الصعوبة مقارنة الوضع الفلسطيني الاعلامي بأي وضع إعلامي في العالم، لماذا، لأننا نخضع إلى احتلال اسرائيلي يومي، والاعلام الفلسطيني كما تعرفون يخضع لضغوطات اسرائيلية، كانت هناك رقابة عسكرية اسرائيلية مشددة على الكتابات وعلى الصحف الفلسطينية، كما أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تخضع اتجاهات الاعلام الفلسطيني إلى ضغوطات لا حدود لها وممارسات تحد من حرية الاعلام الفلسطيني، ومنها منعه من الوصول إلى الخبر، وحتى صناعة الخبر عندما يكون هناك أحداث،
لذلك الاعلام الفلسطيني هو اعلام كما كان معروف في السابق، في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين “بالدم نكتب لفلسطين”، ولذلك الصحفي هو فدائي يحمل قلما، يحمل كاميرا، كما سقط شهداء أوائل لنا: جوهر الهندية، ومطيع، والقائمة تطول حتى غسان كنفاني، اغتيال ماجد أبو شرار وهو مسؤول الاعلام الموحد الفلسطيني، والكمالين، وغيرهم من الصحفيين الفلسطينيين الذين رووا بدمهم صفحة حرية فلسطين، وكان اخرهم اعتقال الزميل الصحفي عمر نزال عندما حاول أن يسافر للمشاركة في مؤتمر دولي للاعلام،
أنا أقول أنه من الصعب أن تقارن ما بين الاعلام الفلسطيني الذي يخضع للاحتلال الاسرائيلي وتحت سيطرته، يمنعه من الحركة، يمنعه من الوصول للخبر، يمنعه حتى من التصوير، كما شاهدنا هناك عمليات رش بالغاز للكاميرات واعتداء بالعنف على الصحفيين الفلسطينيين .
فلسطين بلد محتل، وهو اخر بلد في العالم تحت الاحتلال، وبالتالي عملية التغطية الاخبارية سواء كانت من قبل الاعلاميين المحليين الفلسطينيين أو الأجانب وغيرهم القادمين إلى فلسطين، هي تخضع إلى تعقيدات اسرائيلية ناتجة عن قوانين، ما يسمى بقوانين الاحتلال في العمل الصحفي في المناطق المحتلة التي هي مناطق ١٩٦٧ والقدس، وكل هذه الأحداث التي تجري هنا في فلسطين،
وبالتالي هناك العديد من المعوقات، هناك قانون منع النشر، هناك قانون منع التواجد بحجج المناطق العسكرية المغلقة، هناك المصادرات، هناك منع الحركة، ولا شك أن أسوأها ومن تجاربي الشخصية ما يسمى بالمنطقة العسكرية المغلقة التي حتى الان أنا كمصور لا أجد أي تفسير ما معناها، ما معنى منطقة عسكرية مغلقة في شارع عام؟ أو في حقل؟ أو في منطقة فيها تظاهر؟، أنا أعرف أن المنطقة العسكرية المغلقة هي مناطق الحدود، المناطق التي فيها ألغام، المناطق التي يكون فيها مناطق عسكرية أمنية، لكن نحن نتحدث عن داخل مدننا، نتحدث عن وسط المدن الفلسطينية التي تقع تحت هذا الاحتلال الاسرائيلي، هناك العديد من المعوقات.