يعتبر الفيسبوك أكثر وسائل التواصل الاجتماعي استخداما في فلسطين، وقد وصل عدد مستخدميه أكثر من ١,٥ فلسطيني، ٤٢٪ منهم من النساء، وتعتبر هذه النسبة الثانية عربيا على مستوى النساء، فالصفحات الأكثر إعجابا من قبل الفلسطينيين هي صفحة شركة جوال للاتصالات، وصفحة الفنان محمد عساف، يليهما الصفحات الاخبارية، شهاب نيوز، وشبكة القدس الاخبارية، وتلفزيون فلسطين، وصحيفة القدس.
- ما هي أكثر وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدمها أو تتابعها؟
- طبعا الفيسبوك، هو أكثر وسيلة تواصل تعطي معلومات، وفيه صفحات إخبارية ونسجل إعجاب فيهم ونرى الأخبار.
- الفيسبوك، أخبار منشورات لصحفيين، أدخل على صفحات صحفيين مشهورين لدي وأرى الأخبار التي ينشرون.
- نستخدم أكثر شيء الفيسبوك، فتلقائيا نأخذ أخبارنا منه.
- أكثر شيء أستخدمه الفيسبوك، لأنه أسهل شيء عالتيليفون عندما يكون الشخص جالس، وأصبح كل شيء عالفيسبوك، يستطيع الشخص أن يسمع أو يرى ما هي الأخبار المتواجدة في البلد.
- الجانب السيء أن يكون فقط للحديث الذي يأخذ جانب التسلية فقط، فلا يستخدم للتثقف ورؤية اراء الناس.
- مواقع التواصل الاجتماعي قد تكون أخبارها خاطئة، ولكن الجميل بها أن بعض من المواد التي تنشر عليه من الصعب على الصحفي نشرها، ويخاف الصحفي من نشرها.
- لأن معلوماته ليست صحيحة دائما، أو يمكن لأنه غير رسمي وبإمكان أي شخص أن ينشئ صفحة عليها أخبار لا تكون رسمية أو صحيحة دائما.
- أحيانا قد لا توجد مصداقية، أو قد ينشر ذات الخبر بطرق مختلفة.
- لأن الأغلب بات يلجأ للسبق الصحفي، لا يوجد تدقيق للمعلومة أو توثيق لها، هذه هي السلبيات، الايجابيات أنه هناك صفحات كثيرة تنزل الأخبار على مدار الساعة، وهناك صفحات لكتاب ومحللين تمكننا من التواصل معهم بشكل شخصي.
د. محمد أبو الرب: أستاذ في الإعلام الاجتماعي:
ما من شك بأن الإعلام الاجتماعي يأخذ مساحة واسعة من حجم الاهتمام والتركيز في المجتمع الفلسطيني، بدليل أنه وتقريبا ٨٦٪ من الشباب الفلسطيني، في أحدث استطلاع، يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر لتلقيهم المعلومات، وتحديدا الفيسبوك، ٨٦٪ يعني أن هذا قضى نوعا ما على الإعلام المؤسساتي، سواءا الصحف، التلفزيون، الإذاعة، ونحن نتحدث أيضا عن حوالي ٣٠٠٠٠ نسخة توزعها الصحف اليومية الثلاث الأيام والقدس والحياة، إذا من الواضح أن الإعلام الاجتماعي يأخذ حيزا كبيرا في الحياة اليومية عند الناس، وهذا يكون على حساب وسائل الإعلام الأخرى،
قد يكون السبب بأن المؤسسات الإعلامية نفسها تتحمل مسؤولية هذا التراجع الذي تعيش به، ومن ذلك أن الصحف اليومية الثلاث ترفض أن تتحول إلى ال tabloid، وهو أسهل وأيسر في الحمل والتصفح، هذا من جانب، من جانب اخر حتى بعض المواقع الالكترونية التي أنشأتها الصحف الفلسطينية الثلاث، قامت حديثا بتحديث موقعها الالكتروني، بعضها لا زال يكتب على طريقة الأخبار البروتوكولية والإعلام التقليدي، وبالتالي لم يحدث أي تغير جوهري مس الإعلام المؤسساتي،
فلسطين تعتبر من أكثر دول منطقة الشرق الأوسط نموا في استخدام الفيسبوك من حيث عدد السكان، نتحدث اليوم عن حوالي ٥٠٪ من السكان لديهم فيسبوك، إذا تحدثنا عن الإمارات والسعودية والكويت، هذه الدول تشتهر أكثر في التويتر، ولكن فلسطين هي من أكثر دول الشرق الأوسط نموا في استخدام الفيسبوك، والاعتماد عليه كمصدر أساسي للمعلومات،
النقطة الهامة أيضا الوقت الطويل الذي يقضيه الشباب والمتصفحين على الإعلام الاجتماعي، هذا أعتقد أنه يفوق ويضاهي كثير من دول الجوار المحيطة في فلسطين، طبعا لا يجب أن ننسى أن خصوصية الحالة الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال جعلت من الاعلام الاجتماعي منطق يتصدر الأولوية، جعلت من الإعلام الاجتماعي ووفق منطق الخبر العاجل والتغطيات الانية والفورية والتوثيق الذي يقوم به النشطاء، هذا منح مساحة اهتمام وأهمية للإعلام الاجتماعي في فلسطين، ربما فاق بعض دول الجوار،
أعتقد حتى بعض الدول التي لحقت بما يسمى بالربيع العربي، هي حاولت أن تستفيد من التجربة الفلسطينية في الإعلام الاجتماعي في توثيق انتهاكات الاحتلال، تماما كما يتم اليوم توثيق عمليات القصف لقوات المعارضة أو السلطة، سواء في سوريا أو في العراق أو في مصر أو في بعض الدول المحيطة، بالتالي أعتقد أن التجربة الفلسطينية واستخدام الفلسطينيين للاعلام الاجتماعي، أعتقد بأنه مختلف نوعا ما عن مختلف دول الجوار من حيث نسبة عدد المستخدمين التي تصل فوق ال ٥٠٪ ومن حيث نوعية الاستخدامات أيضا، فهذا مؤشر اخر بأن وسائل التواصل الاجتماعي ليست وسائل تواصل اجتماعي بحد ذاتها وإنما أصبحت وسائل إخبار وإعلام في الحالة الفلسطينية.
في كل مجتمعات دول العالم الثالث، طالما أن هناك تناقض بين حجم ما يعيشه الإنسان في واقعه وبين الامكانيات التي يتيحها لك الواقع الافتراضي، فاعتقد أن الكثير من الناس من أصبح يتماهى مع الواقع الافتراضي ويعتبره بديل، ويثبت نفسه من خلاله،
هذا يعني أن الناس اليوم تقبل على الفيسبوك والانستجرام على وجه الخصوص، كمتنفذ وكمتنفس للتعبير عن الذات، والكتابة والتدوين بما يفوق قدرتها على ممارسة هذا الحق في الواقع الطبيعي، وبالتالي أعتقد بأن هذه الشبكات ستستمر في الهيمنة على المشهد الاتصالي في فلسطين، وأيضا الإعلام المؤسساتي والإعلام التقليدي يحاول أن ينقاد خلف الاعلام الاجتماعي، بدليل أنه لدينا الكثير من الأخطاء على مدى الشهور الماضية من حيث التدوين والنشر بالمغالطات وبنشر معلومات غير موثوقة بسبب أن الإعلام المؤسساتي وبعض الصحفيين اعتمد على نشطاء وفق مبدأ السبق الصحفي، أعتقد أن البوصلة الان هي للإعلام الاجتماعي، البوصلة الان هي في هذا الفضاء المفتوح الذي لا توجد فيه قيود أو ضوابط أو حتى أخلاقيات.
نمى الإعلام الفلسطيني مع نمو قضيته، وكان جل همه حملها للعالم طامحا بأن يشاهد الجميع عدالة هذه القضية، فالصحافة هي سلاح قوي قادر على أن يوصل الرسالة ويصنع التغيير.