الإعلام والصحافة التقليديين في ظل الأزمة
هل البديل هو صحافة المواطن ؟
مقدمةالأستاذ عبد الرحمن الشامي
فيما يخص محيط العمل الصحفي فقد أصبح من أكثر البيئات عدوانية وهو ما يدعو للأسف
أحمد المخلافي :
بالنسبة للمصادر التي أستخدمها: أستخدم تقريباً كل المصادر الإعلامية إلا أنني لا أثق في أي منها
نوح السريع :
إن الإعلام العالمي لا يهتم لما يحدث في اليمن
إنه أكثر اهتماما بسوريا ودول الخليج وإيران
الأستاذ عبد الرحمن الشامي
إن القيم والمهنية الإعلامية في غاية الضعف في ذلك البلد
غمدان الخمرى
كيف لك أن تتوقع من أي فرد أو أي صحفي أن يجلب لك حقيقة بينما ليس لديه ما يطعم به أبناءه
النزاع في اليمن
اليمن بلد في حالة حربمثلما هو الحال في بلاد عربية أخرى اجتاحت اليمن احتجاجات جماعية في 2011 فيما يسمي بالربيع العربي
وهو ما أدى الي استقالة الرئيس علي عبد الله صالح بعد فترة حكم ممتدة وخلفه عبد ربه منصور هادى
ومن ناحية أخرى وفي أعقاب الربيع العربي أصيب اليمن بحالة خطيرة من عدم الاستقرار
انطلقت جماعة الحوثي – التي كانت تتركزفي الشمال وهي مناطق تحت سيطرة الشيعة الزيدية – وتقدمت من قلب محافظة صعدة وفي النهاية قامت باحتلال عاصمة اليمن صنعاء في 2014
وخوفاً من توسع حركة الحوثي الشيعية أطلقت المملكة العربية السعودية حملة عسكرية بالتنسيق مع ثمانية دول اسلامية أخري ذات أغلبية سنية علي المناطق التي تحت سيطرة الحوثيين
وشملت الحملة ضربات جوية وهجمات برية وحصاراً بحرياً
وفي نفس الوقت نشطت المجموعات الجهادية المسلحة في اليمن
وكان للحرب تأثير كارثي علي البلاد من حيث الأعداد الهائلة من القتلي المدنيين وكذلك الدمار الذى أصاب البنية التحتية المدنية والصحية مما أسفر عن وجود 17 مليونا من أصل 27 مليون يمني علي حافة المجاعة
منهم أكثر من 500,000 طفل مهدد بالموت جوعاً
أزمة الإعلام التقليدى
للنزاع اليمني أيضا تأثير ملحوظ علي الساحة الإعلامية
بينما أتاح الربيع العربي وكذلك ظهور العديد من المجموعات السياسية نمواً في الساحة الإعلامية اليمنية، إلا أن المنافذ الإعلامية ما لبثت أن تم استخدامها لفرض أيديولوجيات سياسية
والهجوم علي الخصومالأستاذ عبد الرحمن الشامي
بالتأكيد وكما تعلم فإن الإعلام هو أداة هامة لأي جهة
وما نسميه الإعلام الحكومي ليس إعلاماً عاماً في كل الدول بما فيها اليمن
فهو إعلام الحكومة الداعم للحكومة أوالممول منها
لذا فإن أول إجراء من جانب من يتولي السلطة هو السيطرة علي الإعلام وهذا ما فعله الحوثي حتي الآنفهم يتولون ويسيطرون علي جميع الإعلام الحكومي ويضم القنوات التليفزيونية والقنوات الإخبارية وكذلك وكالات الأنباء
وهكذا يتم تعيين الأشخاص الموالين لهم والذين يدعمونهم
وقد قاموا بتغيير كل القيادات أو كل المسؤولين في تلك الهيئات الإعلامية – الصحف والقنوات التليفزيونية والإذاعة – لذلك لا تسمع إلا صوتاً واحداً
إن تقدم قوات الحوثي وما تلاه من التحالف العسكرى بقيادة السعودية قد أدي إلي تدهور أوضاع صحفيي اليمنبذلك أصبح الصحفيون معرضون للتهديد والعنف والقتل من جانبي الصراع
ونتيجة لذلك قام كثيرمن منافذ الأنباء بمغادرة اليمن وتعمل حاليا من الدول المجاورة
الأستاذ عبد الرحمن الشامي : اذا فلديكم نوعيات مختلفة من الإعلام؟إن المؤسسة الإعلامية الحكومية التي تعمل من الداخل هي نفسها مثل التي تعمل من الخارج ولكن بأصوات مختلفة
بعضهم يعكس صوت حركة الحوثي والآخر يعكس صوت الحكومة الشرعية
إن مراسلي الإعلام الأجنبي لم يعودوا موجودين – كلهم
أما الجزيرة فقد صادروا ممتلكاتها وأغلقوها تماماأحمد المخلافي :
أعتقد أن كل أو معظم من يثقون في الإعلام مجرد ضحايا لأننا لا نرى ما يحدث تحت الطاولةسام حزام :
في بداية 2011، وهو الوقت الذى بدأت فيه قراءة الصحف علي الانترنتوقد كان ذلك يمثل ضغطًا كبيراً علي نفسي إذ كانت هناك تفاصيل ومبالغات كثيرةأحياناً كنت أقرر التوقف عن قراءة
الصحفغمدان الخمرى :
أهم مصادرى للمعلومات عن الصراع اليمني كان الواتساب
فأنا مشترك في العديد من مجموعات واتساب
لذلك عندما أحتاج أية معلومات فعندى أشخاص وأصدقاء في مختلف مدن اليمن
وعموماً فإن التغطية الموضوعية للصراع اليمني لا وجود لها ومهنة الصحافة في اليمن تفتقر الي المهنية والمعايير الأخلاقية
وحيث أن مناطق كثيرة من اليمن ليست متاحة لأي من الصحفييين سواء المحليين أو الأجانب فلا بد للإعلام من الاعتماد علي المعلومات الواردة من صحفيين مهنيين محليين أو من صحفيين مدنيين
دور الصحافة المدنية :
الأستاذ عبد الرحمن الشامي :
البديل الوحيد الحالي لهؤلاء الناس يتمثل في وسائل التواصل الاجتماعي ومازال لديهم بعض المواقع الأخرى التي تعمل من الخارجوبالرغم من بطء الإنترنت فهو النافذة الوحيدة المتاحة للناس
يجب أن يتكيف الناس مع ما لديهم
أنت لا تحتاج لإنترنت فائق السرعة للكتابة علي شبكة التواصل الاجتماعي كما تحتاجه لمشاهدة الفيديوهات
نوح السريع
احصل علي الأخبار من الإنترنت وفقط من الإنترنت
لا أستخدم التليفزيون أو الراديوأحصل علي الأخبار فقط من الإنترنت
أقرأ الأخبار تقريباً يومياً عبر الفيسبوك أو المواقع الإخبارية مثل الجزيرة والعربية أو بعض المواقع الإلكترونية اليمنية للحصول علي الأنباء المحليةأراجع كل الأخبار لكن ليس فقط من
جانب واحد بل من مصادر متعددة
الأستاذ عبد الرحمن الشامي :
إن شبكات التواصل الاجتماعي شائعة في اليمن خاصة فيسبوك
فهو مازال صوت الناس داخل البلاد للتعبير عن همومهم ومعاناتهم وقضاياهم وحتي أنشطة حياتهم اليومية
و علي سبيل المثال الأكاديميين أو الموظفين الحكوميين أو المجاعة التي نعانيها في اليمن كنتيجة للصراع والظروف أو أمراض الكوليرا
سام حزام :
يوجد بعض المصادر في فيسبوك أثق فيها حقيقة
هناك بعض الأصدقاء والأطباء وبعض الشخصيات المعروفة
أتابعهم دائما لأعرف أكثرالأستاذ عبد الرحمن الشامي :أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي صوت جميع طوائف المجتمع، لكنها مستقطبة وموجهة مثل الإعلام التفليدي
عادة ما يكون هناك جانب إيجابي وآخر سلبي في التواصل الإجتماعي، لكنني أعتقد أن الجانب الإيجابي في ظل الظروف يتعدى الجانب السلبي
وعموماً فإن قنوات التواصل الإجتماعي تدعم كثيراً حرية التعبير ولكنها في نفس الوقت تخلق بيئة غاية في الضعف أو بيئة داعمة بشكل كبير للصحافة الغير مهنية
مما يعاني منه الإعلام اليمني أنه تم تهميشه وكذلك تم استخدامه كأداة في يد الحكومة المعترف بها وأيضاً الحوثي
وبالتالي فإن درجة الثقة في الإعلام الرسمي قد أصابها تراجع حاد
نتيجة لذلك اكتسبت وسائل التواصل الإجتماعي، خاصة فيسبوك، والتواصل بين الأفراد عبر تطبيقات الهواتف المحمولة مثل واتساب، اكتسبت أهمية كبرى
هذا الإعلام الجديد يخدم كمنصة توفر للمدنيين معلومات حيوية عن الصراع اليمني وتتيح لهم مشاركة هذه المعلومات
لكن ماهي الإمكانيات التي تكمن في الإعلام الجديد والصحافة المدنية فيما يتعلق بالصراع اليمني
المستقبل المتوقعالأستاذ عبد الرحمن الشامي
مستقبل الإعلام متعلق بالقضية السياسية : كيف القضية السياسية، ما نوع التسوية التي نحصل عليها في المستقبل
إذا هذا ما يؤثر في مستقبل الإعلام وللأسف فإنه من الصعب التنبؤ ولكن من المرجح أننا سوف نحصل عي نوع من الإعلام كان لدينا من قبل – إعلام حكومي مستقطب وموجه و إعلام حزبي
خالد المغلس :
شخصياً لست متفائلا بإمكانية الشعب والصحفيين اليمنيين من تشكيل مستقبل أفضل لليمن
أحمد المخلافي :
أعتقد أن الأشخاص المثقفين يتشككون فيما يقرأونولن يكون من السهل التأثير عليهم، لكن بقية الشعب سوف يكون فريسة سهلة لهؤلاء المدونين أو الصحفيين المدنيين كون معظم الشعب اليمني ليس
متعلماًسام حزام :
أعتقد أن مستقبل اليمن سوف يتشكل علي أيدى المواطنين اليمنيين بشروط
أنهم لا بد أن يطوروا نظام التعليم
لابد أن يكون لديهم وعي بمجتمعهم وأن يهزموا الجهلغمدان الخمرى :
أنا متفائل في هذه النقطة وأعتقد أن الوعي سيزيد
وأتمني أن يغير هؤلاء الأشخاص من طريقة كتابتهم وأن يكونوا أمناء فيما ينقلون الحقيقة أو الأخبار إلي الناس
وفي هذه الحالة أعتقد أننا سنقرأ لهم وسيكون الوضع الأمني أفضل لو وجدت المصداقية بين الصحفيين المدنيين والناس العاديين