أزمة القمامة في لبنان – هل تغلبت حركة #طلعت ريحتكم علي الحدود الطائفية ؟
صيف 2015 ، حيث كان اللبنانيون يغطون أجسامهم بواقيات الشمس ويستمتعون بموسم الشواطئ الآن أصبحوا يغطون وجوههم بالكمامات
فقد امتلأت الشوارع والأرصفة بكميات هائلة من القمامة مابين ليلة وضحاها حين تصاعدت الأزمة باغلاق مدافن النفايات
توقف نشاط جمع النفايات نتيجة لاغلاق مكب نعمة
حينها لم يكن في لبنان حكومة فعالة منذ أكثر من عام
ما ترتب عليه أن السياسيين لم يكن لديهم خطة لحل سريع
انطلقت الاحتجاجات في أنحاء بيروت
بدأ التجمع بالعشرات ليتضاعف إلي مئات وينتهي ب
شخص في احتجاجات سلمية ضد سلبية الزعماء السياسيين
وبدلا من ايجاد حلول لانهاء الأزمة أصدر الزعماء أوامرهم بضرب المحتجين السلميين بالعصي والغاز وكذلك اطلاق خراطيم الماء عليهم
مقابلة مع وديع الأسمر (منظم الاحتجاجات، المركز اللبناني لحقوق الانسان )
كنا نتابع شاحنات القمامة التي تلقي بالنفايات في الطريق في جميع أنحاء البلاد
وكنا نتابع أيضا بعض الوزراء الأساسيين
وقد قام بعض من زملائنا بالقاء القمامةعلي منزل الوزير وعلي سيارات بعض الوزراء لنبين لهم عدم رضائنا عن تحويل بيروت ولبنان بالكامل إلي مكب كبير للنفايات
لبنان جمهورية متعددة المذاهب ونظامها يحفظ الحدود بين مختلف الطوائف
والسلطات الرسمية مقسمة وفق حصص نسبية لكل طائفة
كذلك يتم تمثيل هذه الطوائف أيضاً في وسائل الإعلام
مقابلة مع د
سارة الريشاني زميلة مركز الدراسات اللبنانية، جامعة أوكسفورد
ان الرابطة السياسية بين الإعلام والجهات السياسية
المعنية في غاية القوة وتظل كذلك
هي تتأرجح أحياناً، لكن في أوقات الأزمات نرى المؤسسات الإعلامية الأكثر ليبرالية والأكثر تجارية تخضع للضغوط السياسية وتخدم هؤلاء النخبة من السياسيين
كل ذلك بسبب المعركة السياسية الشديدة
حين انطلقت الاحتجاجات في 2015 قامت جميع وسائل الإعلام اللبنانية بتغطية أزمة النفايات بشكل حاسم بغض النظر عن توجهاتها الطائفية
سارة الريشاني (زميلة مركز الدراسات اللبنانية، جامعة أوكسفورد) :
لقد حصلت الأزمة علي كثير من الدعم والنوايا الطيبة عبر الحدود ذلك لأن هذه الأزمة تمس كل لبناني
وفي الحقيقة فان الإعلام احتشد حول نفس المسار
لكن باستمرار الاحتجاجات اتسعت وأصبحت أكثرقوة
كان هناك خوف من الحكومة وأيقن الشعب أن أزمة النفايات هي في جوهرها متصلة تماما بالنظام السياسي والفساد المستشرى في هذا النظام وأنك لا تستطيع معالجة أزمة النفايات بدون التطرق إلي الفساد الكامن علي مستوى الدولة
أصبح الخطاب أكثر تسييسا مما اضطر الإعلام الي اتخاذ خطوة الي الوراء والخضوع للضغوط السياسية
برغم أن أكثر المحطات تجارية كانت تدعم الحركة حقاً
والسبب في ذلك أن جميع وسائل الإعلام تابعة الي حد ما للنخبة السياسية الطائفية