INTRODUCTION
المقدمة
هي بوابة الشرق التي وطأتها حضارات متعاقبة عبر التاريخ، فلسطين المتربعة في قلب العالم القديم جنوب غرب بلاد الشام بين البحر المتوسط غرباً ونهر الأردن شرقاً أول من سكنها كان العرب الكنعانيون وتعاقبت وتنافست على حكمها دول عديدة، كالبابليين والأشوريين مرورا بالفرس فالرومان إلى أن فتحها المسلمون في القرن السابع للميلاد، وكان اخر حكم إسلامي في فلسطين الدولة العثمانية التي هزمت في الحرب العالمية الأولى. وأعقب ذلك استيلاء القوات البريطانية على فلسطين عام ألف وتسعمئة وسبعة عشر (١٩١٧م )
في تلك الفترة سهلت الحكومة البريطانية دخول اليهود إلى فلسطين، وسعوا إلى قيام دولة قومية لليهود فيها من خلال التهجير القسري الجماعي عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين ( ١٩٤٨ م ) لأكثر من سبعمئة وخمسين ألف فلسطيني، حيث تم تهجيرهم من بيوتهم وأراضيهم وعرف هذا العام بعام النكبة.
وفي عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين (١٩٦٧ م ) استولى الاحتلال الإسرائيلي على باقي الأراضي الفلسطينية، وهي الضفة الغربية وقطاع غزة.
أدت الأوضاع الصعبة التي عاشها الفلسطينيون في ظل الاحتلال الاسرائيلي إلى اندلاع الانتفاضة الأولى عام ألف وتسعمئة وسبعة وثمانين ( ١٩٨٧ م ) والتي تحدى بها الحجر الفلسطيني المدفع الاسرائيلي.
وفي عام ألف وتسعمئة وثلاثة وتسعين (١٩٩٣م) وقعت اتفاقية أوسلو بين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي، وبموجب هذه الاتفاقية اعترفت منظمة التحرير بالاحتلال مقابل منح الفلسطينيين حكما ذاتيا في الضفة وقطاع غزة، سماه الفلسطينيون السلطة الوطنية الفلسطينية.
قسمت اتفاقية أوسلو الضفة الغربية وقطاع غزة إلى ثلاث مناطق نفوذ : أ التابعة إلى السلطة الفلسطينية، ب منطقة ذات سيادة مشتركة، و ج تتبع لإدارة الاحتلال وتبلغ واحد وستين في المئة ٦١٪ من مساحة الضفة الغربية.
كان هذا التاريخ السياسي لفلسطين يستدعي وجود إعلام قوي قادر على نقل واقعها، ولذلك يعتبر الإعلام الفلسطيني إعلام قضية، وفي هذا الفيلم سنقف على واقع الإعلام الفلسطيني والتحديات التي يواجهها.
MEDIA HISTORY
فلسطين من أقدم الدول العربية التي عرفت الطباعة عام ألف وثمانمئة وثلاثين، وكان ذلك مقدمة لظهور الصحافة، فكانت خامس دولة عربية تصدر الصحف.
يعود تاريخ نشأة الصحافة الفلسطينية إلى عام ألف وثمانمئة وستة وسبعين ١٨٧٦م، فقد صدرت أول صحيفة فلسطينية في العهد العثماني، وهي صحيفة القدس الشريف، وبعد إعلان الدستور العثماني عام ألف وتسعمئة وثمانية ١٩٠٨م بلغ عدد الصحف الفلسطينية الصادرة حتى مطلع الحرب العالمية الأولى ستا وثلاثين صحيفة ٣٦، وفي عام ألف وتسعمئة وستة وثلاثين ١٩٣٦م أنشئت دار الإذاعة الفلسطينية “هنا القدس”، وأول تجربة بث تلفزيوني في فلسطين كانت في غزة عام ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين ١٩٩٤م.
بدأ نشاط الصحافة الفلسطينية في وقت مبكر، تحديدا عام ١٨٧٦م في فترة الحكم التركي لفلسطين، في فترة الحكم التركي كانت هناك بدايات للصحافة الفلسطينية المكتوبة في اللغة العربية، استمر هذا الحال حتى بدايات الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٤م، هذا خلق حالة تحول في الوضع السياسي ونظام الحكم في فلسطين “الحكم التركي”، وبالتالي توقفت كل الصحف التي كانت صادرة تحت مظلة الحكم التركي،
في عام ١٩١٩م ومع الإنتداب البريطاني على فلسطين، عادت الصحافة الفلسطينية لنشاطها وحيويتها، استمرت حالة التطور والتفاعل في العمل الإعلامي في فترة الانتداب البريطاني ما بين ١٩١٩-١٩٤٨ حتى وصلت عدد الصحف ما بين صحف ثقافية وسياسية واجتماعية ومتخصصة إلى ٢٤١ صحيفة،
في هذه الفترة أيضا شهدت بدايات العمل الإذاعي الفلسطيني، كانت هناك إذاعة الشرق الأدنى للسلطات البريطانية في يافا- كانت قبل ذلك في جنين- ومقرها الرئيسي في بيروت وفي يافا، وانطلقت إذاعة هنا القدس من القدس بموافقة السلطات البريطانية وكانت هي القسم العربي للإذاعة البريطانية (بشكل أو باخر) ولكن ترأسها الشاعر الفلسطيني الكبير ابراهيم طوقان، واستطاع أن يجمع مجموعة كبيرة من المثقفين والسياسيين والفنانين الذين استطاعوا أن يجعلوا من هذه الإذاعة منبرا وطني وثقافي كبير،
استمر هذا الحال من التفاعل والتطور الصحفي حتى عام ١٩٤٨ مع حلول النكبة وقيام دولة اسرائيل، كل الصحف التي صدرت ما بين ١٩١٩- ١٩٤٨ توقفت بالكامل، ٢٤١ صحيفة توقفت، إذاعة هنا القدس اغلقت وانتهى دورها، وبالتالي هي كانت نكبة أيضا على الصحافة الفلسطينية،
واقع سياسي جديد نشأ بعد عام ١٩٤٨، نشأت صحافة تريد أن تواجه الواقع الجديد الخاضع بالكامل للسلطات الاسرائيلية، وبالتالي نشأت صحافة حزبية، أبرزها- والتي ما زالت مستمرة حتى الان- صحافة الحزب الشيوعي في مناطق ١٩٨٨، في الضفة الغربية وقطاع غرة نشأ نموذج مشابه وهو النموذج الحزبي، بدأت الأحزاب والتجمعات السياسية بتعميم مواقفها السياسية ولعب دور التعبئة الثورية والوطنية من خلال صحف تابعة للحزب هذا أو ذاك، أو صحف أخذت الموافقة من السلطات الحاكمة في الضفة أو في قطاع غزة لإصدار صحف تتحدث عن السياسة وذلك، من ضمنها صحيفة القدس التي تعمل حتى الان،
في عام ١٩٦٧م سلطات الاحتلال الاسرائيلي احتلت كل ما تبقى من فلسطين، وتوقفت الصحافة مجددا بتأثير من الواقع السياسي الجديد ومن سلطة الحكم الجديدة، عاودت صحيفة القدس نشاطها كنموذج فريد، وصدرت صحف اخرى في تلك الفترة، وأكثرها صحف سرية وحزبية، وفي فترة ما بعد الحكم ما بعد عام ١٩٦٧ برز نشاط الحصف الحزبية بشكل واضح جدا في فلسطين، الصحف الحزبية المنظمة التي تلعب دور التعبئة الجماهيرية وكانت تصدر بشكل سري إلى جانب صحف مثل صحيفة القدس،
استمر هذا الحال حتى توقيع اتفاقية أوسلو عام ١٩٩٣ ونشوء السلطة الوطنية الفلسطينية، ما بعد نشوء السلطة الفلسطينية حصل هناك تحول جذري في واقع الصحافة الفلسطينية، ظهرت صحف جديدة، صحف رسمية مثل الحياة الجديدة، وهناك صحف مستقلة مقربة أو تدور في فلك منظمة التحربر الفلسطينية مثل صحيفة الأيام، وأيضا صدرت هناك صحف اخرى تابعة لتيارات سياسية اسلامية، وهي تيارات كانت مستجدة في الحياة السياسية الفلسطينية بدأت في الظهور في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، ما بعد مرحلة السلطة استطاعت الحصول على التراخيص لإصدار صحافة ذات طابع اسلامي سياسي،
وأيضا ظهرت التلفزيونات الخاصة التي تبث على ترددات أرضية في محيط المدن المتواجدة فيها، ما يقارب كل مدينة فلسطينية في الضفة الغربية كان لها تلفزيون على الأقل محلي خاص يبث شؤون المحافظة التي تعمل بها،
وتطور الحال حتى ظهرت الفضائيات الفلسطينية، هناك إلى جانب الفضائية الرسمية- التي هي تلفزيون فلسطين- ظهرت فضائيات مستقلة مثل فضائية معا، وفضائيات اجتماعية ومنوعات مثل فضائية الفلسطينية، وفضائيات أكثر تخصصا مثل فضائية النجاح التابعة لجامعة النجاح وفضائية القدس التعليمية، وأيضا هناك فضائيات حزبية مثل فلسطين اليوم التابعة للجهاد الإسلامي، والأقصى التابعة لحركة حماس، والقدس التي تدور أيضا في فلك حماس، وقناة العودة التي هي قناة حركة فتح،
خفت دور الصحافة المكتوبة كثيرا، وتحديدا الحزبية وظهر نشاط جديد للصحافة الفضائية، إن صح التعبير، الحزبية والمستقلة والمتنوعة والرسمية.
SOCIETY & AREAS OF CONFLICT
من الطبيعي أن يتأثر أي إعلام في العالم بالبيئة التي نشأ فيها، والإعلام الفلسطيني له خصوصية في ذلك كونه يعمل تحت سطوة الاحتلال الذي يضيق عليه، ويحاول إبعاده عن نقل الحقيقة.
فلسطين تحديدا هي تجربة مميزة على مستوى العالم كله، لم تكن في يوم من الأيام، أو حتى إلى يومنا هذا في ٢٠١٦ دولة مستقلة، وبالتالي حرمت من فرص كثيرة في مواكبة الدول الاخرى والدخول على معيار مدى تقدم الاعلام كدولة،
ومع ذلك هناك أسبقيات كثيرة للفلسطينيين ولفلسطين في مجال الإعلام في كافة أشكاله، أتذكر من قراءاتنا لكتب التاريخ أنه وفي عام ١٩٠٨م كانت هناك جريدة فلسطينية، ومن المفارقات حتى على مستوى الوطن العربي ودول المنطقة أنه كانت بها زاوية للنساء، تكتبها سيدة تدعى ساذج نصار، وهذه السيدة هي أول سيدة عربية يحكم عليها الانتداب البريطاني بالسجن لمدة ستة أشهر، مستوى الوعي الصحفي في تلك الفترة هو أن زوجها هو مالك الجريدة “بديع نصار” قال لها في رسالة أرسلها لها: “إذا لم أدخل التاريخ بسبب تأسيسي لل”كرمل” سأدخل التاريخ بسبب زوجتي، والتي كانت أول سيدة يعتقلها الانتداب البريطاني. “، فاعتقلت لأسباب صحفية،
ساذج بديع نصار، فباعتقادي هذه إحدى الأسبقيات، هناك أسبقيات اخرى في مجال الإذاعة كفلسطين رغم أنه لم نكن في يوم من الأيام دولة مستقلة، من هذه الأسبقيات مثلا أن إذاعة “هنا القدس” التي نشأت عام ١٩٣٦م كانت ثاني إذاعة على مستوى الوطن العربي، كانت الإذاعة الثانية في الوطن العربي، وعملت في هذه الإذاعة سيدة كانت ثالث مذيعة عربية هي “فاطمة البديري”، لم يكن هناك قبلها مذيعات،
باعتقادي هذه الأسبقيات في الإعلام الفلسطيني كانت ممتازة جدا، انقطعت مع الإعلام البريطاني ، انقطعت مع الانتداب البريطاني، انقطعت مع النكبة، انقطعت مع النكسة فيما بعد، ولكن حافظ الفلسطينيون على تواجد اعلامي بارز من خلال كوادرهم في الإذاعات العربية الاخرى،
أما على صعيد الفنون البصرية بشكل عام، كانت هناك أسبقيات ولكن بسيطة جدا، إحدى تلك الأسبقيات أنها تكاد تكون أول سيدة عربية تمارس التصوير الفوتوغرافي كمهنة هي “كريمة عبود”، تتواجد بعض من أعمالها الان في مدينة “الناصرة”، وهذا في وقت مبكر جدا، كان هناك أيضا أول مخرجة تخرج أفلام وتمارس التصوير الحربي في الميدان أيضا سيدة فلسطينية، وهي أول عربية تدرس الإخراج السينمائي هي “سلافة جاد الله”، والتي صورت معارك كأيلول الأسود مثلا.
لوقوع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، هذا له المجال الأوسع في التغطية، الأخبار السياسية والأخبار الميدانية واعتداءات الاحتلال على الشعب الفلسطيني هي الحاضر الأكثر في التغطية الصحفية الفلسطينية وذلك بصرف النظر عن طبيعة الوسيلة الإعلامية، مطبوعة أو مرئية أو مسموعة أو الكترونية،
ولكن هذا لا يعني أن الجوانب الأخرى، الجوانب المحلية، الاقتصادية، ليست مغطاة، هناك تميز في “الحياة الجديدة” في مواضيع التحقيقات الصحفية وفي الجانب الاقتصادي، وسائل الاعلام الاخرى أيضا لها لمستها الخاصة في ذلك، ولكن كما قلنا الاحتلال، ممارسات الاحتلال، قمع الاحتلال للشعب الفلسطيني بشكل عام وللصحفيين بشكل خاص له حضوره وأثره على طبيعة الرسالة الاعلامية، وشكل الرسالة الاعلامية الفلسطينية، الصحفي الفلسطيني ليس بمعزل عن الشعب، فهو معتدى عليه ضمن اعتداءات الاحتلال على الشعب الفلسطيني، لذلك هو حاضر أيضا، حاضر في الصورة وراء الكاميرا، وأحيانا كثيرة أمام الكاميرا كضحية.
في مقارنة واقع الاعلام الفلسطيني مع الواقع الاعلامي في محيط اخر، عندما نقول واقع إعلامي يجب أن نشطب (نزيل) واقع إعلامي ونضع واقع سياسي، واقع اجتماعي، واقع ثقافي، تلقائيا ستقفز هذه المضامين إلى الإعلام، ليس المفهوم التقليدي بل بصفته معيار للحالة الوجدانية والثقافية وحالة حركة الوعي،
الإعلام في النهاية يعيد إنتاج حركة الوعي كميثاق صوري أو ميثاق لغوي، وحركة الوعي هذه ليست مصطلح ايجابي أو مصطلح سلبي، هو مفهوم كيف تتشكل الأشياء، كيف يرى الناس أنفسهم سياسيا، سترى مثلا في بعض المحيطات أن البعد الطائفي حاضر جدا، لأنه بعد اجتماعي، لدينا الحاضر هو البعد السياسي التنظيمي لأن التنظيمات أعادت استنساخ الطوائف، في محيط اخر ستجد صراع شركات، محيط ذو طابع ليبرالي أو رأس مالي،
في النهاية استبدالات الشركات للطوائف، يؤكد أن الإعلام يعمل ضمن بنية واحدة، ستكون مثلا في حالة الشركات الدعاية والإشهار أكثر، والعقيدة الكبرى للناس في نموذج كوكا كولا وبيبسي مثلا، سنجد الحالة الطائفية هنا تلقائيا عندما ترى لوغو أي قناة توحي لك إلى طائفة دون أن ترى مضمونها، في فلسطين عندما ترى شعار أو نشرة أخبار تعلم أن هذه القناة خاضعة لتنظيم أو لجماعة سياسية ما،
أزمة الإعلام العربي أنه انتقل من الحالة التاريخية التي يجب أن تنضج إلى حالة خدماتية، والإعلام في النهاية هو حالة خدماتية رغبوية، هذا الإعلام حول القضايا السياسية والقضايا الثقافية والقضايا اللاستهلاكية كلها إلى مفهوم متشابه، هي حالة رغبوية انفعالية، هكذا في المحيط، ولكن الخصوصية الفلسطينية أنها في حالة صراع مع الاحتلال، هذا هو الجانب فقط الذي ربما يفارق فيه الفلسطينيون العالم العربي،
وللأسف إذا أقمت إحصائية كمية أو نوعية لمضمون الخطاب الاعلامي الفلسطيني ستجد أن أكثر من النصف موجه، يعكس الرأي الاجتماعي السياسي الداخلي، ربما أكثر مع النقيض من مع الاحتلال،
ذروة هذا الصراع تطور في الصراع الفلسطيني الذي أدى إلى انقسام فلسطيني وإلى مواجهة مسلحة عنيفة، لاحظ الان في موضوع علاقة النقيض مع الاحتلال لا يوجد تركيز في القضايا الجوهرية، الحدود، أو القدس، أو اللاجئين، هناك تركيز على أولويات لها علاقة بالسلطة في انقسام فلسطين سواء كان في الضفة أو في غزة، والكارثة أيضا أن تجربتنا الاعلامية تمارس أشبه ما يمكن القول عليه تبييض أموال سياسي أو تبييض واقع سياسي بشكل أو باخر.
GENERAL INFORMATION ABOUT THE MEDIA SYSTEM
مع قدوم السلطة الوطنية عام الف وتسعمئة وأربعة وتسعين 1994م نشطت حركة الصحافة وتنوع الإعلام الفلسطيني، ما بين رسمي وخاص، وسارعت السلطة إلى وضع قوانين تنظم حركة الصحافة ومنح الرخص للمؤسسات الإعلامية،
واليوم تشهد الساحة الفلسطينية أعداد كبيرة من وسائل الإعلام، أبرزها: صحيفة الحياة الجديدة التي تأسست عام 1994 على يد نبيل عمرو وتعود ملكيتها حاليا لصندوق الاستثمار الفلسطيني، وتعتبر الصحيفة الرسمية في فلسطين،
صحيفة الأيام انطلقت عام 1995 وتصدر عن مؤسسة الأيام للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع،
صحيفة القدس وهي من أقدم الصحف الفلسطينية التي ما زالت تصدر حتى اليوم أسسها محمود أبو زلف في مدينة القدس عام ١٩٥١ ويرأس تحريرها اليوم وليد أبو زلف ،
وعلى صعيد وسائل الإعلام المسموعة التي يبلغ عددها ٦٨ إذاعة محلية فهناك شبكة أجيال الإذاعية التي تتبع لشركة البكري للبث الاذاعي، وتضم ثلاث إذاعات تبث عبر ٢٢ موجة، أولها كانت إذاعة أجيال التي انطلقت في البث عام ١٩٩٩،
إذاعة راية التي تبث عبر شبكة راية للإعلام والنشر، انطلقت عام ٢٠٠٦، وتعتبر من الإذاعات الخاصة في فلسطين،
أما فيما يخص الاعلام المرئي فيتمثل في ٢٨ قناة ما بين محلية وفضائية، منها تلفزيون فلسطين الذي يعتبر القناة الرسمية للسلطة الفلسطينية، وقد تأسس عام ١٩٩٤، ويتبع للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون،
فضائية الأقصى التي تأسست عام ٢٠٠٦ وتبث من قطاع غزة، أما الفضائيات التي تبث من خارج فلسطين منها قناة القدس الفضائية التي بدأت في البث عام ٢٠٠٨ من بيروت وتأسست على يد مجموعة من الفلسطينيين المغتربين، فضائية فلسطين اليوم التي تبث من لندن وتأسست عام ٢٠١٣ وتعود ملكيتها لرجال أعمال فلسطينيين وعرب.
الإعلام الفلسطيني في شكله، هو اعلام حر ويطمح أن يكون حر، لكنه مكبل من قبل الاحتلال الاسرائيلي، وحاولت الفضائيات الفلسطينية في المرحلة الحالية أن تفرض نهجا اعلاميا حرا، ونجحت في تمرير الرواية
الفلسطينية، القصة الفلسطينية، من زوايا الألم والمعاناة والعذاب والقسوة، سواء بالاعتقال، سواء في هدم المنازل، سواء في الاستيلاء على الأراضي، سواء عبر عمليات الإذلال التي تتم على حواجز الاحتلال، وغيره.
حتى هذه اللحظة هنالك قانون واحد يحكم تطور الإعلام في الأراضي الفلسطينية، هو قانون المطبوعات والنشر، ولدينا أربعة مسودات لقوانين لم تصل إلى حد المصادقة حتى هذه اللحظة، هي قانون نقابة الصحفيين، وقانون المرئي والمسموع، وقانون المجلس الأعلى للإعلام، وقانون اخر رابع، هذه القوانين لم يتم إنضاجها والوصول بها إلى حيز الاعتماد، وهذا يشكل عوائق لتطور الاعلام الفلسطيني الذي يحتاج بشكل دائم إلى مرجعية قانونية تحكم تطوره،
نواجه مشاكل واشكاليات كثيرة بين الصحفيين والمؤسسات في جرائم قدح وذم وتشهير، ونحتكم فيها إلى قانون العقوبات، الاحتكام إلى قانون العقوبات يؤخر الاعلام الفلسطيني، ونحن بصراحة بحاجة لقانون جديد يحكم ما يسمى بجرائم النشر، ويكون لصالح الصحافة والصحفيين، لأننا حتى هذه اللحظة نعاني من غياب بند في القانون يمنع حبس الصحفيين على قضايا النشر، وهذا معمول به في دول كثيرة في العالم، ونحن في الأراضي الفلسطينية نعمل من أجل إقراره كصحفيين وأساتذة إعلام ونقابيين، ولكن حتى هذه اللحظة السلطة لم تعتمد هذه المادة في أي من القوانين التي ذكرتها، بحيث نحمي الصحفيين من بطش المؤسسات السياسية أو المالية التي قد تقوم بارتكاب المخالفات بحقهم.
MEDIA USE
وفق دراسة حديثة فإن الانترنت هو أكثر وسائل الإعلام متابعة من قبل الفلسطينيين، وبلغ عدد المتصلين بالانترنت في فلسطين مليوني نسمة، واحتلت وسائل التواصل الاجتماعي الصدارة في نسبة المتابعة والاعتماد عليها كمصدر للأخبار بنسبة تزيد عن ٨٥٪، تلتها المواقع الالكترونية الاخبارية بنسبة ٦٨٪، فيما بلغت نسبة متابعة الفضائيات ٣٠٪ من الجمهور الفلسطيني، وتحتل الإذاعات والصحف أقل نسبة في متابعة الفلسطينيين، وقد بلغت نسبة متابعة الإذاعات حوالي ٢٥٪، أما الصحف فأقل من ٢٠ ٪.
أي وسيلة إعلام تستخدم أكثر للحصول على المعلومات والأخبار؟
أكثر وسيلة إعلام أستخدمها هي الإنترنت، لأن أغلب جلوسي يكون على جهاز الكمبيوتر أو اللابتوب، فاتابع ال website للمواقع سواء كانت فلسطينية، عربية، أو عالمية، ومن ضمنها مواقع التواصل الاجتماعي، ويأتي بعدها الراديو، وذلك حينما أخرج في السيارة وأستمع للإذاعات.
الانترنت -لماذا؟- للسهولة، لا تضطر الذهاب لمكان لاحضار الصحيفة ، تستطيع الحصول عليه مباشرة في أي مكان وأي وقت، ويكون أكثر حداثة من الصحف ذاتها، الصحف تحتاج لطباعة، فتحصل على معلومات قد يكون عمرها ١٠ ساعات، بينما في الانترنت تحصل عليها وعمرها ساعات قليلة، بل حتى دقائق.
كل وقتي مرتبط في الانترنت، كل عملي يعتمد على الانترنت، ومن الممكن أن أقضي نهارا كاملا على الانترنت، سواء ترفيه، اعلام، عمل، دراسة، كل شيء على الانترنت
تستطيع القول بأنه ٩٥٪ من الوقت مصروف (مقضي) على الحاسوب، و٥٪ للتلفاز، أصبح التلفاز عامل ثانوي، أصبح تقليديا أكثر من كونه واقعي، والهدف الأساسي منه أصبح تجميع أفراد الأسرة، وحتى أنه فقد عمله هذا، الجميع يفضل أن يبقى منفردا على حاسوبه الخاص.
لا، التلفاز، بصراحة وقتي عليه قليل جدا، لا أقضي وقتي عليه، في أيام العطل ممكن أن تشاهد القليل من الأخبار، إذا كان هناك حدث معين، أما أن أشاهده للأخبار فقط فلا.
طبعا وكنوع من التقاليد التي تعودنا عليها منذ الصغر إذا وجدت صحيفة نطلع عليها، كتحصيل حاصل، ولكن لا تذهب وتشتريها خصيصا لمتابعة الأخبار.
خلال السنوات الماضية كنا نستخدم أدوات للحصول على المعلومة، هذه الأدوات بدأت تنقرض، ولم نعد نستخدما كالسابق، من ضمنها الصحف،على سبيل المثال ، وحتى النشرات التي كانت توزع في الشارع لتعرف معلومة عن حدث أو عن شيء سيحدث، حاليا كل الاعلام يتجه لمواقع التواصل الاجتماعي والتي بدأت تأخذ أثرا كبيرا جدا في هذا المجال، وبدأت تأخذ جوانب مختلفة منها:- لتوثيق المعلومة، حيث أصبحت أدوات التواصل الاجتماعي أفضل في هذا المجال، -تنظيم الأحداث، إذا كان هناك حدث معين فباستخدام الجميع لوسائل التواصل الاجتماعي بات أسهل تنظيمها، -وأيضا للبث المباشر ففي الرحلة الأخيرة في وسائل التواصل الاجتماعي بدأنا نلاحظ قيام الكثير بعمل بث مباشر، حتى أن ناس بدأت تسرد قصة جديدة وقضية جديدة من منظور مختلف الذي هو “السرد الجديد” ، فباتت هناك قضايا معينة تطرح من الناس في طرق مختلفة تعبر عن مشاكلهم، عن طموحاتهم، وعن الواقع الذي يعيشون به.
MEDIA POLITICS & PRESS FREEDOM
على الرغم من أن الاعلان العالمي لحقوق الإنسان يؤكد في مادتة التاسعة عشر على الحق في الرأي والتعبير وعدم المساس بهما، إلا أن الاحتلال الاسرائيلي لا يحترم قانونا أو دستور. فقد بلغت انتهاكات الاحتلال لحرية الصحافة لعام ٢٠١٥ أربعة الاف وسبع ٤٠٠٧ حالات في الضفة وقطاع غزة، كان معظمها اعتداءات جسدية وإصابات للصحفيين، وحتى الربع الأول لعام ٢٠١٦ بلغ عدد الاعتداءات بحق الصحفيين ٨٠ اعتداء، من ضمنها إغلاق مؤسستين إعلاميتين، ويقبع ١٧ صحفيا في سجون الاحتلال حاليا، ومنذ العام ١٩٧٢ استشهد ٨١ صحفيا على يد قوات الاحتلال.
حقيقة من الصعوبة مقارنة الوضع الفلسطيني الاعلامي بأي وضع إعلامي في العالم، لماذا، لأننا نخضع إلى احتلال اسرائيلي يومي، والاعلام الفلسطيني كما تعرفون يخضع لضغوطات اسرائيلية، كانت هناك رقابة عسكرية اسرائيلية مشددة على الكتابات وعلى الصحف الفلسطينية، كما أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تخضع اتجاهات الاعلام الفلسطيني إلى ضغوطات لا حدود لها وممارسات تحد من حرية الاعلام الفلسطيني، ومنها منعه من الوصول إلى الخبر، وحتى صناعة الخبر عندما يكون هناك أحداث،
لذلك الاعلام الفلسطيني هو اعلام كما كان معروف في السابق، في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين “بالدم نكتب لفلسطين”، ولذلك الصحفي هو فدائي يحمل قلما، يحمل كاميرا، كما سقط شهداء أوائل لنا: جوهر الهندية، ومطيع، والقائمة تطول حتى غسان كنفاني، اغتيال ماجد أبو شرار وهو مسؤول الاعلام الموحد الفلسطيني، والكمالين، وغيرهم من الصحفيين الفلسطينيين الذين رووا بدمهم صفحة حرية فلسطين، وكان اخرهم اعتقال الزميل الصحفي عمر نزال عندما حاول أن يسافر للمشاركة في مؤتمر دولي للاعلام،
أنا أقول أنه من الصعب أن تقارن ما بين الاعلام الفلسطيني الذي يخضع للاحتلال الاسرائيلي وتحت سيطرته، يمنعه من الحركة، يمنعه من الوصول للخبر، يمنعه حتى من التصوير، كما شاهدنا هناك عمليات رش بالغاز للكاميرات واعتداء بالعنف على الصحفيين الفلسطينيين .
فلسطين بلد محتل، وهو اخر بلد في العالم تحت الاحتلال، وبالتالي عملية التغطية الاخبارية سواء كانت من قبل الاعلاميين المحليين الفلسطينيين أو الأجانب وغيرهم القادمين إلى فلسطين، هي تخضع إلى تعقيدات اسرائيلية ناتجة عن قوانين، ما يسمى بقوانين الاحتلال في العمل الصحفي في المناطق المحتلة التي هي مناطق ١٩٦٧ والقدس، وكل هذه الأحداث التي تجري هنا في فلسطين،
وبالتالي هناك العديد من المعوقات، هناك قانون منع النشر، هناك قانون منع التواجد بحجج المناطق العسكرية المغلقة، هناك المصادرات، هناك منع الحركة، ولا شك أن أسوأها ومن تجاربي الشخصية ما يسمى بالمنطقة العسكرية المغلقة التي حتى الان أنا كمصور لا أجد أي تفسير ما معناها، ما معنى منطقة عسكرية مغلقة في شارع عام؟ أو في حقل؟ أو في منطقة فيها تظاهر؟، أنا أعرف أن المنطقة العسكرية المغلقة هي مناطق الحدود، المناطق التي فيها ألغام، المناطق التي يكون فيها مناطق عسكرية أمنية، لكن نحن نتحدث عن داخل مدننا، نتحدث عن وسط المدن الفلسطينية التي تقع تحت هذا الاحتلال الاسرائيلي، هناك العديد من المعوقات.
MEDIA SYSTEM & PUBLIC BROADCASTING
منذ نشأتها، أولت السلطة الفلسطينية اهتماما كبيرا في الجانب الاعلامي، ففي عام ١٩٩٤ أنشأت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ووكالة الأنباء الرسمية وفا.
بعد توقيع الاتفاق السياسي عام ١٩٩٤، قامت عدد من المبادرات في الأراضي الفلسطينية بتأسيس صحافة فلسطينيىة لأول مرة خارج سياق الاحتلال الاسرائيلي، فتأسست صحيفة باسم جريدة الأيام، وصحيفة أخرى باسم الحياة الجديدة، وصحيفة ثالثة كانت موجودة ولكنها بدأت تأخذ الطابع الفلسطيني أكثر وهي صحيفة القدس، هذه الصحف الثلاث منذ عام ١٩٩٤ شكلت مرحلة تاريخية جديدة في تاريخ الاعلام الفلسطيني المكتوب، حيث أن هذا النوع من الاعلام عاش لأكثر من ٤٠ عام تحت الاحتلال الاسرائيلي، وكان محكوم برقابة عسكرية، لم تكن هناك صحف فلسطينية مستقلة انذاك، وإنما كانت صحف تخضع للرقابة العسكرية الاسرائيلية، وينطبق عليها القانون العسكري الاسرائيلي، الذي يتحكم في العناوين والأخبار والجمل الاخباربة والصور، قبل مرحلة الاحتلال الاسرائيلي كان كما تعرفون، الاعلام الفلسطيني تحت الانتداب البريطاني، وقبله كان تحت الانتداب العثماني، وفي تلك المراحل كان الاعلام يأخذ طابع الدولة المستعمرة، التي استعمرت فلسطين، فإما أن يكون تركيا خالصا تابعا للأستانة وبالتالي إلى الحكم التركي، أو بريطانيا توجيهيا، بمعنى أنه يشبه ال BBC أو أنه إذاعة وإعلام موجه للمنطقة العربية، في الأربعة مراحل التي ذكرتها، في المرحلة العثمانية، والبريطانية، والاسرائيلية، والفلسطينية أخيرا، كان الاعلام الفلسطيني يسعى لأن يقترح قوانينه لوحده وأن يتطور بعيدا عن المؤسسة،
إلا في المرحلة الأخيرة التي حضرت فيها السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، صار بإمكاننا أن نقول بأن للفلسطينيين صحف مستقلة، رأس مالها من السلطة الفلسطينية ومن رجال الأعمال الفلسطينيين، وكوادرها أكثر استقلالية وأكثر تحررا من الرقابة من العهود السابقة، لكن هذا لا يعني أن الصحف الثلاث قطعت شوطا في حرية الرأي والتعبير، فهي إلى الان تعيش مرحلة يمكن تسميتها بالصحافة المؤسساتية، التي تحتفل بنفسها على أنها مؤسسة باقية، ولكنها لا تسجل نجاحات في حرية الرأي والتعبير وتغيير المراحل السياسية، ولا تترك بصمات كبيرة، والأمل أن يحمل المستقبل هذه التغيرات عن الصحف الفلسطينية.
اذاعة
فلسطين من الدول التي لها أسبقيات كبيرة جدا عربيا في مجال الإذاعة، ثاني إذاعة عربية كانت إذاعة هنا القدس في سنة ١٩٣٦، وكان أول رئيس لها هو شاعر وأديب ومثقف يحظى بإجماع الفلسطينيين هو ابراهيم طوقان،
في سنة ١٩٤٠ بلغ عدد الإذاعات العربية ٢٠ إذاعة، ومع ذلك كانت إذاعة هنا القدس التي تبث من القدس هي الأولى على كل هذه الإذاعات، واكتسبت كل الأدباء والكتاب العرب الذين جاؤوا لزيارة القدس من أجل بث برامجهم فيها، ومن بينهم عباس محمود العقاد، والكثير من الأغاني الجميلة التي سجلت في هذه الإذاعة في ذلك الوقت ما زالت موجودة،
هذه الأسبقيات انقطعت مع النكبة، دخلنا مرحلة أخرى وهي إذاعات الثورة الفلسطينية، التي انطقت بدءا من عمان، درعا، دمشق، بيروت، وإذاعة العاصفة، إذاعة فتح، إذاعة الجبهة الشعبية، هذه الإذاعات شكلت محرض للشعب الفلسطيني من أجل القتال، وتنقلت ما بين عدن وصنعاء والجزائر وبغداد، وأنا شخصيا عملت بها في بغداد، في إذاعة الثورة الفلسطينية، وكان فيها من خيرة الكوادر، تمكنت من انتاج النشيد الثوري بصورة رائعة جدا، ما زال يردد على ألسنة الشباب الفلسطيني الثائر حتى يومنا هذا،
انتهت هذه المرحلة مع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية إلى أرض الوطن، كوادر هذه الإذاعة جاؤوا إلى أريحا بداية، وشكلوا هناك إذاعة صوت فلسطين والتي ما زال بثها مستمر إلى يومنا هذا، كان هنالك تحد كبير أمام هؤلاء، الانتقال من السياسة التحريضية والنفس الثوري إلى نفس الخدمة المجتمعية للشعب الفلسطيني، رغم صعوبة الانتقال إلا أن هذه الإذاعة تمكنت من اكتساب أسماع الفلسطينيين لفترة طويلة جدا، بعد ذلك دخلت إذاعات كثيرة في منافسة معها، الان يبلغ عدد الإذاعات الفلسطينية المرخصة والتي تعمل في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة ما يزيد عن ٨٠ إذاعة، وبالتالي حجم التنافس شديد جدا على جمهور عدده قليل جدا، فإذا الشعب الفلسطيني الان موزع في الاستماع على أكثر من ٨٠ إذاعة من بينها إذاعة صوت فلسطين الرسمية، ما زالت تحظى بموقع ربما الثاني أو الثالث، هناك أجيال، هناك راية أف أم، وهناك إذاعة ٢٤ أف أم، والكثير الكثير من الإذاعات الفلسطينية، بعضها مسموع على مستوى منطقة جغرافية محددة، كبيت لحم ٢٠٠٠، أو كراديو رام الله، وبعضها مسموع على مستوى الوطن بشكل عام، إذا التنافسية هائلة جدا، التعددية كبيرة جدا، ولكن ميزانيات ضعيفة من أجل العمل، وبالتالي ما يحكم الاعلام الفلسطيني كصناعة ربما هو رأس المال وضعفه.
تلفزيون
مع بدايات قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية تم إنشاء تلفزيون فلسطين، ولكن بصراحة كانت البدايات بكوادر من خلفية إذاعية، وليست من خلفية فنون بصرية، فكانت البداية ضعيفة،
وطبعا انشاء تلفزيون في عام ١٩٩٥ هو ازدهار للعمل الفضائي، أي مواطن فلسطيني يتمكن من مشاهدة مئات القنوات الفضائية، وبالتالي كان التنافس شديد، بل وشديد جدا، الاجراءات الاحتلالية كانت تحول دون وصول الكثير من المعدات، موازنة السلطة الوطنية الفلسطينية كانت ضعيفة، لا تؤهله لاكتساب كوادر مهمة في مجال العمل التلفزيوني، فمع الأسف، بقي التطور في مجال الكادر البشري محكوم دائما بهجرة الكوادر والكفاءات، أين ما يتواجد فلسطيني يتمكن من أن يصبح كفاءة وكادر مهم في مجال العمل التلفزيوني كان يهاجر من تلفزيون فلسطين ويذهب للفضائيات العربية نتيجة وجود أجور عالية جدا،
من الملامح الاخرى للعمل التلفزيوني في فلسطين، إلى جانب التنافسية الشديدة، أن هذه صناعة مرتبطة بالمال، والمال تقريبا يكاد أن يكون غير متوفر،
والمجال الاخر الذي من الممكن التحدث به هو التنافس السياسي الكبير جدا، والاستقطاب الحاد في الشارع الفلسطيني، أدى لأن تتواجد لدينا ١٣ فضائية فلسطينية، وهذا يحسب للسلطة الفلسطينية، لأن هذا التنوع والتعدد هو أساس للديمقراطية، ولكن هذا التنوع والتعدد قائم على أساس سياسي حزبي بكل أسف، حاجتنا كفلسطينيين هو أن يكون التلفزيون الرسمي هو تلفزيون عمومي، بمنطق أن من يدفع أجور العاملين فيه هو الشعب، وأن من يراقب على أعماله هو البرلمان الفلسطيني، وأن يحظر على هذا التلفزيون من أن يعمل في مجال الدعاية والاعلان، للأسف هذا غير متحقق، هناك بوادر لتحول الإعلام الرسمي الفلسطيني إلى إعلام عمومي يخدم مواطنيه، ويمول من مواطنيه، ويحظر عليه العمل في الدعاية، ويكون أيضا مساءل من قبل البرلمان، هذا ما نطمح له، وما هو جاري العمل من أجله، وجاري العمل أيضا على تقديم سلة القوانين الناظمة لعمل الاعلام، إضافة إلى لوائح التنظيم الذاتي.
OWNERSHIP STRUCTURE
يعاني الاقتصاد الفلسطيني من ضعف شديد بسبب التقيضات التي تفرضها الاتفاقيات السياسية والاقتصادية الموقعة من الاحتلال، وهو بدوره ما ينعكس على العمل الاعلامي، فالصحفي الذي يعمل في وسيلة إعلام محلية متوسط دخله متدن جدا مقارنة بالإعلامي الذي يعمل لصالح وسيلة إعلام أجنبية.
وتختلف وسائل الإعلام الفلسطينية عن بعضها البعض في تمويلها وتبعيتها، فتلفزيون فلسطين وإذاعة صوت فلسطين ووكالة وفا للأنباء تعتبر وسائل إعلام رسمية تعتمد على السلطة في تمويلها ورواتب موظفيها، بينما وسائل الإعلام الخاصة لا سيما المسموعة منها تعتمد على الإعلانات ورجال الأعمال كمصدر تمويل لها ولموظفيها، ونجد أن هناك وسائل إعلام حزبية تمول من قبل الفصائل والأحزاب التابعة لها، كفضائية الأقصى وصحيفة فلسطين التي تصدر من غزة، وهما تابعتان لحركة حماس، أما تلفزيون العودة وإذاعة موطني فتتبعان لحركة فتح، وفضائية فلسطين اليوم فهي تعتبر فضائية مقربة من حركة الجهاد الاسلامي، وتتفاوت وسائل الإعلام هذه بحسب قوة ونفوذ الفصيل التابعة له.
فلسطين من أكثر الدول من الممكن في المنطقة العربية ومن الممكن في العالم، تنوعية وتعددية في وسائل الإعلام، بمعنى أنه لدينا الإعلام الحكومي، تمتلك السلطة الفلسطينية أجهزة إعلامها الخاص كتلفزيون فلسطين، إذاعة صوت فلسطين، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا، وكذلك أيضا جريدة الحياة الجديدة،
ولكن أيضا للقطاع الخاص نصيب كبير من الإذاعات ومن التلفزيونات، مثل فضائية الفلسطينية هي قطاع خاص، مجمل الإذاعات الموجودة خارج صوت فلسطين، هي إذاعات بملكية تجارية خاصة، بعضها يربح وبعضها يتمكن بالكاد من سداد تكاليفه ورواتب العاملين فيه، وبالتالي يبقى رهينة الدعاية التجارية والسعي وراء الدعاية التجارية، من ما أضعف أيضا من أسعار الدعاية، هذه التنافسية أدت إلى هبوط سعر الإعلان التجاري في الإذاعات خصيصا،
هناك أيضا نوع من الملكية الإعلامية تعود للأحزاب، معظم الأحزاب في فلسطين تنشئ إما إذاعات أو تلفزيونات، وبعضها أنشأ فضائيات مثلا، ليس سرا أن حركة حماس تملك ما لا يقل عن خمس فضائيات، نستطيع تسمية القدس، والأقصى، وسراج القدس، وهنا القدس، والعديد من الإذاعات الأخرى، إضافة إلى صحيفة فلسطين، بقية الأحزاب أيضا ربما لأن ميزانياتها أقل لم تنشئ فضائيات، ولكن الجهاد الإسلامي مثلا أنشأ فضائية فلسطين اليوم، أما الأحزاب الأخرى فقد أنشأت إذاعات أو صحف ونشرات ودوريات ومواقع الكترونية أيضا،
فإذا الملكية هنا متعددة ما بين تجاري وخاص وهناك نوع من الملكية فلنسميها الأهلية والتي تتبع لمنظمات غير حكومية، مثلا منظمة تعمل في مجال المرأة وتنشئ مثلا إذاعة المرأة الفلسطينية، إذاعة صوت النساء، وطاقم شؤون المرأة ينتج نشرة دورية اسمها صوت النساء تنتج عن طاقم شؤون المرأة الفلسطينية، وهذه أيضا نوع من الملكيات الاعلامية.
هناك موجة كبيرة من دخول حيتان المال على وسائل الإعلام، وهذه لخصوصياتنا وفرض وجهات نظر عكس حرية التعبير والرأي وحرية الإعلام، فرأس المال عمليا يتحكم في الإعلامي، حسب وجهة نظر صاحب رأس المال أو المحطة التلفزيونية أو الإذاعية أو وسيلة الإعلام التي يعمل بها، هذا يحد من حرية الإعلام لأن الملكية تتحكم برأس المال وفي الصحفي، وهذا بطبيعة الحال يحد من عملية الابداع والابتكار لدى الصحفيين، والتطور والتطوير، لدرجة أن الصحفي يصبح الة منفذة وليس مبدعا وصاحب رأي ومنهج وفكر،
لقد كنا في السابق أصحاب رأي وننفي هويتنا الذاتية ونوقع بأسماء مؤسساتنا على حساب أسمائنا الشخصية، أذكر أننا كنا نوقع باسم المحلل السياسي لوكالة الأنباء الفلسطينية، أذكر بأننا كنا نوقع باسم محرر شؤون الوطن المحتل، محرر الشؤون الثقافية، وهكذا، دون ذكر الأسماء، وهو نوع من الابداع والتفاني والذوبان في الصالح العام، أما اليوم فتجد هناك عديد من الزملاء يبرزون بدون إبداع حقيقة، دون إبداع، لماذا، لأن التوجه العام سواء التوجه السياسي تخدم وجهة نظر صاحب المحطة سواء كان سياسي أو رأسمالي، أو تخدم صاحب مؤسسة إعلامية سواء كانت مقروءة أو مرئية أو مسموعة، وهذا يؤثر على حرية الإعلام، وعلى تطوير الإعلام نحو أفقه المعمول لأجله.
JOURNALISM & HOW TO BECOME A JOURNALIST
تعتبر فلسطين ساحة مليئة بالأحداث، و هذا يتطلب وجود صحفيين مؤهلين للعمل الميداني، وقد بلغ عدد الصحفيين المسجلين في نقابة الصحفيين الفلسطينيين ٩٠٠ صحفي.
تولي الجامعات والكليات الفلسطينية اهتماما ببرامج الإعلام، ويوجد في فلسطين ١٨ كلية وجامعة تمنح درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام المسموع والمرئي، وتشهد هذه المؤسسات تزايدا في الطلب على دراسة الإعلام .
هناك أنماط كثيرة لقبول الطالب في أقسام ودوائر وكليات الإعلام في فلسطين، عدد كليات ودوائر الإعلام في فلسطين حوالي ١٨ قسم، تخرج حوالي ١٠٠٠ صحفي في العام، ٦٠٪ من هؤلاء الطلبة هم الإناث، عدد الطالبات اللواتي يعملن في تخصصات الإعلام لا يتجاوز تقريبا ال ٧٪ مقابل ١٨٪ من الطلاب، على الرغم من العدد الكبير من الطالبات، هناك عدة طرق وأساليب من أجل دخول الطلبة إلى الجامعات، هناك القبول المباشر، وهناك طريقة أخرى هذه الطريقة هي إما أن تكون هناك مقابلة للطالب، أو امتحان الطالب، العام الأول لطالب الإعلام في جامعة بيرزيت هي عبارة عن فترة تجريبية، خلالها يقرر الطالب هل يستمر في الدائرة أم لا، بالإضافة لذلك يكتشف هو نفسه، إن كان هذا التخصص يلائمه أم لا.
بالنسبة لاحتراف مهنة الصحافة، عمليا هي موهبة ربانية قبل الدراسة، وهناك استعداد ذاتي داخلي شخصي لممارسة هذه المهنة، لكن الدراسة تعطيك تأطيرا وتكوينا مهنيا منهجيا في الإعلام، حقيقة الممارسة تغلب الدراسة النظرية، الممارسة تغلب الدراسة النظرية.
حسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسة inter news الأمريكية، وجدت بأن ٥٤٪ من الذين يعملون في حقل الإعلام في فلسطين ليسوا من حملة شهادات الإعلام، الإعلام هو هواية، الإعلام هو رغبة ذاتية، هذا ما أركز عليه في محاضراتي، وهذا ما أقوله دائما لطلبتي، إذا عشقت الإعلام ادرسه، مثله مثل الرسم، حتى لو كان معدلك في التوجيهي (الثانوية العامة) ٦٠٪، حتى لو حصلت على أعلى الشهادات الأكاديمية، لن تتوظف في هذا المجال إذا لم تستطع كتابة خبر صحفي، أو تعمل تقريرا تلفزيونيا، أو فيلما وثائقيا، أو خبرا إذاعيا، وبالتالي الإعلام هو رغبة من الداخل ليس أكثر.
بالنسبة للصحفيين الجدد، يجب على الصحفي أن يتسلح بالمعرفة العامة أولا، في تفاصيل القضية الفلسطينية ثانيا، في الجمهور الذي سيوجه له الرسالة ثالثا، إن كنت ستوجه الرسالة لجمهور عربي يجب أن تراعي ذلك، إن كنت ستوجه الرسالة لجمهور غربي يجب أن تخاطب الغرب في معاييره الثقافية الخاصة وليس في معاييرك أنت.
د. بسام عويضة: رئيس دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت:
طالب الإعلام بدون اللغة الانجليزية يفقد حوالي ٨٠٪ من احتمالية أن يجد وظيفة، هذه نقطة أولى،
النقطة الثانية الثقافة، كلما قرأ أكثر، بمعنى اخر، طالب الإعلام إن لم يطلع يوميا على نشرات الأخبار، ولم يشاهد وكالات الأنباء، ولم يقرأ الصحيفة يوميا، ولا يقرأ كتب ثقافية خارجية، لن يصبح طالب إعلام،
بالإضافة إلى ذلك العلاقات العامة، يجب أن تكون لديه شبكة واسعة من العلاقات العامة، فإذا لم يعرف أحد من السياسيين والاقتصاديين، كيف سيلتقي معهم؟، كيف سيكتب أخبارهم؟، كيف سيكتب تقاربر؟، كيف سيجري معهم مقابلات؟، كيف سيقوم بعمل التحقيقات الصحفية؟، كيف سيقوم بعمل الأفلام الوثائقية؟،
وبالتالي اللغة الانجليزية مهمة، اللغة العربية مهمة، أو لغة البلد التي يعيش بها، العلاقات العامة، معرفة استخدام الحاسوب، كذلك السفر، السفر مهم، كما يقول المهدي المنجرة، المفكر المغربي الكبير، قال سافرت في حياتي بما يوازي السبع سنوات، مجموع ما سافره، وبالتالي السفر أحيانا يعطيه خبرة كبيرة، بالإضافة إلى الخبرة والتجربة وإلى التعلم، السفر شيء مهم في حياة الصحفي.
كيف أصبحت صحفيا؟
محررة صحفية:
منذ الصغر أحب الصحافة والإعلام، أحب أن أرى المذيعين على التلفزيون والأخبار، وأن أرى اسم أحدهم على تقرير مكتوب، كنت أحس بأنه شيء رائع وأنا صغيرة، فبعد أن أنهيت مرحلة الثانوية العامة ، التي تخصصتها بالفرع الأدبي، كنت أريد دراسة الصحافة منذ البداية، فبعد أن أنهيت التوجيهي سجلت في جامعة بيرزيت في تخصص الصحافة والإعلام، وبدأت دراستي وأنهيتها، وفي أثناء دراستي كنت أتدرب في أكثر من مكان، وفي فصلي الأخير في الجامعة كنت أعمل في وكالة زمن الإخبارية وأدرس في ان معا، وبعد تخرجي أصبحت أعمل في جريدة الحياة الجديدة، منذ عام تقريبا، وهكذا بدأ الموضوع معي.
مصور صحفي:
أنا تخرجت من جامعة بيرزيت، تخصص إذاعة وتلفزيون، لم أجد عمل في المجال الذي تخرجت منه، ولكن وجدت وظيفة مصور صحفي للصور الثابتة، كانت لدي خلفية في التصوير فبدأت أخرج إلى الميدان مع زملائي، في رام الله وفي جميع المدن الفلسطينية، وبعد ذلك اكتسبت القليل من الخبرة، وبعد أن أصبحت لدي الخبرة بدأت أن أعرف كيف يجب أن تلتقط الصورة الصحفية بشكل صحيح، ومتى يجب أخذها، ومثل هذه الأمور، وبعد القليل من هذا وذاك وصلت لما أنا عليه الان.
محررة صحفية :
خلال دراستي الجامعية، وتحديدا في الفصل الأول من الدراسة، درست مادة المقدمة في علم الاتصال والإعلام، أعجبتني المادة كثيرا، من الناحية التظرية والنظريات والحديث عن الاتصال، فشدني هذا الموضوع وأعجبني، فقررت أن أكمل في مجال الصحافة، في الأساس لدي مقدرة الكتابة، وسقلت هذه الموهبة في الجانب الصحفي تحديدا، وأكملت في هذا الجانب، كما أكملت دراستي العليا، وعملت في التدريس، وحاليا أعمل في العمل الميداني للصحافة كما وأعمل محررة في الموقع الالكتروني لجريدة الحياة الجديدة.
أهمية ودور نقابة الصحفيين الفلسطينيين
د. تحسين الاسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين:
نقابة الصحفيين مرت بعدة مراحل ربما هي كانت من التجارب الأولى للعمل النقابي في فلسطين والوطن العربي، أول خطوة لتشكيل نقابة الصحفيين كانت ١٩٢٤في الداخل الفلسطيني، ثم بعد ذلك أنشأت رابطة الصحفيين العرب بعد شروط اسرائيلية، وبسبب القمع الاسرائيلي، كانت تحت اسم رابطة الصحفيين العرب في القدس، في ثمنينات القرن الماضي،
ثم بعد عودة السلطة الوطنية الفلسطينية تم الاقرار من الرئيس الشهيد ياسر عرفات بإنشاء نقابة الصحفيين الفلسطينيين، تبعها عملية اعادة التأسيس من نقابة الصحفيين الفلسطينيين عام ٢٠١٠، ووجدت الانتخابات، وبدأنا في المرحلة الجديدة والشكل الجديد لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، المكون من المجلس الإداري، والأمانة العامة، والنقيب، العمل النقابي في الأساس هو عمل طوعي، وبالتالي الصحفي الذي يريد ويتطوع للعمل النقابي والانتساب إلى نقابة الصحفيين يلتحق في النقابة من خلال هذا العمل، حسب نظامها الداخلي وإذا انطبقت عليه الشروط، وهي الحصول على شهادة الإعلام وانتظامه في العمل الصحفي، وحصوله على راتب لعمله الأساسي في الصحافة، وكذلك الفترة الزمنية لهذا العمل، يصبح الصحفي عضوا في نقابة الصحفيين،
نحن نثقف الصحفي بحقوقه وواجباته، وما هو عليه، وما هو مطلوب منه، نواجه صعوبات خاصة فيما يتعلق في الواقع، فهناك عدد كبير من الخريجين من الجامعات الفلسطينية، وهذا يدعونا إلى ضرورة تحمل المسؤولية من كافة المؤسسات، ومن كافة مؤسسات المجتمع الفلسطيني للنهوض بالإعلام الفلسطيني، وتوفير الأجواء الملائمة للصحفي والبيئة الملائمة ليعمل بشكل كريم وحر ونزيه، بعيدا عن الابتزاز بأي شكل من الأشكال، سواء الابتزاز الأمني أو الإقتصادي أو المعيشي أو حتى ظروف العمل أو حتى الابتزاز الحزبي الذي ربما يتعرض له الكثير من زملائنا الصحفيين.
SOCIAL MEDIA
يعتبر الفيسبوك أكثر وسائل التواصل الاجتماعي استخداما في فلسطين، وقد وصل عدد مستخدميه أكثر من ١,٥ فلسطيني، ٤٢٪ منهم من النساء، وتعتبر هذه النسبة الثانية عربيا على مستوى النساء، فالصفحات الأكثر إعجابا من قبل الفلسطينيين هي صفحة شركة جوال للاتصالات، وصفحة الفنان محمد عساف، يليهما الصفحات الاخبارية، شهاب نيوز، وشبكة القدس الاخبارية، وتلفزيون فلسطين، وصحيفة القدس.
ما هي أكثر وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدمها أو تتابعها؟
طبعا الفيسبوك، هو أكثر وسيلة تواصل تعطي معلومات، وفيه صفحات إخبارية ونسجل إعجاب فيهم ونرى الأخبار.
الفيسبوك، أخبار منشورات لصحفيين، أدخل على صفحات صحفيين مشهورين لدي وأرى الأخبار التي ينشرون.
نستخدم أكثر شيء الفيسبوك، فتلقائيا نأخذ أخبارنا منه.
أكثر شيء أستخدمه الفيسبوك، لأنه أسهل شيء عالتيليفون عندما يكون الشخص جالس، وأصبح كل شيء عالفيسبوك، يستطيع الشخص أن يسمع أو يرى ما هي الأخبار المتواجدة في البلد.
الجانب السيء أن يكون فقط للحديث الذي يأخذ جانب التسلية فقط، فلا يستخدم للتثقف ورؤية اراء الناس.
مواقع التواصل الاجتماعي قد تكون أخبارها خاطئة، ولكن الجميل بها أن بعض من المواد التي تنشر عليه من الصعب على الصحفي نشرها، ويخاف الصحفي من نشرها.
لأن معلوماته ليست صحيحة دائما، أو يمكن لأنه غير رسمي وبإمكان أي شخص أن ينشئ صفحة عليها أخبار لا تكون رسمية أو صحيحة دائما.
أحيانا قد لا توجد مصداقية، أو قد ينشر ذات الخبر بطرق مختلفة.
لأن الأغلب بات يلجأ للسبق الصحفي، لا يوجد تدقيق للمعلومة أو توثيق لها، هذه هي السلبيات، الايجابيات أنه هناك صفحات كثيرة تنزل الأخبار على مدار الساعة، وهناك صفحات لكتاب ومحللين تمكننا من التواصل معهم بشكل شخصي.
د. محمد أبو الرب: أستاذ في الإعلام الاجتماعي:
ما من شك بأن الإعلام الاجتماعي يأخذ مساحة واسعة من حجم الاهتمام والتركيز في المجتمع الفلسطيني، بدليل أنه وتقريبا ٨٦٪ من الشباب الفلسطيني، في أحدث استطلاع، يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر لتلقيهم المعلومات، وتحديدا الفيسبوك، ٨٦٪ يعني أن هذا قضى نوعا ما على الإعلام المؤسساتي، سواءا الصحف، التلفزيون، الإذاعة، ونحن نتحدث أيضا عن حوالي ٣٠٠٠٠ نسخة توزعها الصحف اليومية الثلاث الأيام والقدس والحياة، إذا من الواضح أن الإعلام الاجتماعي يأخذ حيزا كبيرا في الحياة اليومية عند الناس، وهذا يكون على حساب وسائل الإعلام الأخرى،
قد يكون السبب بأن المؤسسات الإعلامية نفسها تتحمل مسؤولية هذا التراجع الذي تعيش به، ومن ذلك أن الصحف اليومية الثلاث ترفض أن تتحول إلى ال tabloid، وهو أسهل وأيسر في الحمل والتصفح، هذا من جانب، من جانب اخر حتى بعض المواقع الالكترونية التي أنشأتها الصحف الفلسطينية الثلاث، قامت حديثا بتحديث موقعها الالكتروني، بعضها لا زال يكتب على طريقة الأخبار البروتوكولية والإعلام التقليدي، وبالتالي لم يحدث أي تغير جوهري مس الإعلام المؤسساتي،
فلسطين تعتبر من أكثر دول منطقة الشرق الأوسط نموا في استخدام الفيسبوك من حيث عدد السكان، نتحدث اليوم عن حوالي ٥٠٪ من السكان لديهم فيسبوك، إذا تحدثنا عن الإمارات والسعودية والكويت، هذه الدول تشتهر أكثر في التويتر، ولكن فلسطين هي من أكثر دول الشرق الأوسط نموا في استخدام الفيسبوك، والاعتماد عليه كمصدر أساسي للمعلومات،
النقطة الهامة أيضا الوقت الطويل الذي يقضيه الشباب والمتصفحين على الإعلام الاجتماعي، هذا أعتقد أنه يفوق ويضاهي كثير من دول الجوار المحيطة في فلسطين، طبعا لا يجب أن ننسى أن خصوصية الحالة الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال جعلت من الاعلام الاجتماعي منطق يتصدر الأولوية، جعلت من الإعلام الاجتماعي ووفق منطق الخبر العاجل والتغطيات الانية والفورية والتوثيق الذي يقوم به النشطاء، هذا منح مساحة اهتمام وأهمية للإعلام الاجتماعي في فلسطين، ربما فاق بعض دول الجوار،
أعتقد حتى بعض الدول التي لحقت بما يسمى بالربيع العربي، هي حاولت أن تستفيد من التجربة الفلسطينية في الإعلام الاجتماعي في توثيق انتهاكات الاحتلال، تماما كما يتم اليوم توثيق عمليات القصف لقوات المعارضة أو السلطة، سواء في سوريا أو في العراق أو في مصر أو في بعض الدول المحيطة، بالتالي أعتقد أن التجربة الفلسطينية واستخدام الفلسطينيين للاعلام الاجتماعي، أعتقد بأنه مختلف نوعا ما عن مختلف دول الجوار من حيث نسبة عدد المستخدمين التي تصل فوق ال ٥٠٪ ومن حيث نوعية الاستخدامات أيضا، فهذا مؤشر اخر بأن وسائل التواصل الاجتماعي ليست وسائل تواصل اجتماعي بحد ذاتها وإنما أصبحت وسائل إخبار وإعلام في الحالة الفلسطينية.
في كل مجتمعات دول العالم الثالث، طالما أن هناك تناقض بين حجم ما يعيشه الإنسان في واقعه وبين الامكانيات التي يتيحها لك الواقع الافتراضي، فاعتقد أن الكثير من الناس من أصبح يتماهى مع الواقع الافتراضي ويعتبره بديل، ويثبت نفسه من خلاله،
هذا يعني أن الناس اليوم تقبل على الفيسبوك والانستجرام على وجه الخصوص، كمتنفذ وكمتنفس للتعبير عن الذات، والكتابة والتدوين بما يفوق قدرتها على ممارسة هذا الحق في الواقع الطبيعي، وبالتالي أعتقد بأن هذه الشبكات ستستمر في الهيمنة على المشهد الاتصالي في فلسطين، وأيضا الإعلام المؤسساتي والإعلام التقليدي يحاول أن ينقاد خلف الاعلام الاجتماعي، بدليل أنه لدينا الكثير من الأخطاء على مدى الشهور الماضية من حيث التدوين والنشر بالمغالطات وبنشر معلومات غير موثوقة بسبب أن الإعلام المؤسساتي وبعض الصحفيين اعتمد على نشطاء وفق مبدأ السبق الصحفي، أعتقد أن البوصلة الان هي للإعلام الاجتماعي، البوصلة الان هي في هذا الفضاء المفتوح الذي لا توجد فيه قيود أو ضوابط أو حتى أخلاقيات.
نمى الإعلام الفلسطيني مع نمو قضيته، وكان جل همه حملها للعالم طامحا بأن يشاهد الجميع عدالة هذه القضية، فالصحافة هي سلاح قوي قادر على أن يوصل الرسالة ويصنع التغيير.